كشفت صحيفة زمان التركية المعارضة أن حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا انتهك أمس الصمت الانتخابى لانتخابات البلدية التى تجرى اليوم الأحد، وقام أنصار الحزب برفقة عناصر الشرطة بتوزيع صناديق إعانات غذائية على الأتراك بمدينة أغري شرق البلاد.
وبحسب صحيفة زمان التركية، قام أنصار حزب العدالة والتنمية بتوزيع صناديق تحمل صورة مرشح الحزب لرئاسة بلدية أغدير، سافجي سايان، تحت مسمى الإعانة في شوارع المدينة من خلال سيارات سوداء.
وتم التقاط صور للبطاقات الشخصية الخاصة بالمواطنين وتسجيلها، حيث تشير المعلومات الواردة عن سكان المدينة إلى أن أنصار الحزب الحاكم يقومون بتسجيل البيانات الشخصية ومحل الإقامة الخاصة بالأشخاص المنتفعين من الإعانات باستخدام أجهزة الحاسوب اللوحي التي كانت بحوزتهم.
وقالت نائبة حزب الشعوب الديمقراطي الكردي عن مدينة أغري فى تغريدة "انتهك حزب العدالة والتنمية أمس الصمت الانتخابي وارتكب جرما بمسمع ومرأى من العناصر المكلفة بتنفيذ القانون" مشيرة إلى شروع الحزب في توزيع الإعانات الغذائية على سكان المدينة على الرغم من حظر الترويج بسبب خوفه من الخسارة.
وتجرى اليوم الأحد الانتخابات البلدية الـ19 التي تشهدها تركيا منذ تأسيس الجمهورية عام 1923، ويتنافس فيها 1389 مرشحاً للرئاسة و12 حزبًا و2 من التحالفات السياسية للظفر بـ 30 بلدية كبرى و51 بلدية مدينة، و519 بلدية أحياء ضمن المدن الكبرى، و403 بلديات أقضية و386 بلدية ناحية.
ويدلى نحو 57 مليون ناخب بأصواتهم في 194 ألفا و390 صندوقا انتخابيا، موزعين على جميع أنحاء الولايات التركية، وسيستمر التصويت حتى 4 عصرا بالتوقيت المحلي في الولايات الشرقية لتركيا، ومن 8 صباحا وحتى الخامسة عصرا في عموم ولايات البلاد الأخرى، كما ينتخب الأتراك اليوم مخاتير آلاف الأحياء والقرى، و227 ألفا و624 عضوا للمجالس المحلية وهيئات المخاتير في البلديات.
ويتحالف رئيس حزب «الشعب الجمهوري» الذى يتزعمه كليتشدار اوغلو مع حزب الخير بزعامة ميرال أكشنار تحت مظلة "التحالف الوطنى"، وترجح تقارير أن هذا التحالف يحظى بدعم من أحزاب المعارضة الأخرى كالشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد والسعادة في بعض المناطق، بالإضافة إلى دعم المستقلين.
وينافسه "تحالف الشعب"، المكون من حزبي العدالة والتنمية الحاكم والحركة القومية بقيادة دولت بهجلي، ويسعى هذا التحالف للفوز ببلدية أسطنبول وأنقرة لضمان سيطرته.
ولم يقدم حزب الشعوب الديمقراطى الكردى مرشحين فى المدن الكبرى اسطنبول وأنقرة من أجل دعم أحزاب المعارضة فى هذه المدن حيث يوجه أصوات الأكراد إلى الأحزاب المعارضة التى سيشكل فوزها فى هذا الاقتراع ضربة قاضية للعدالة والتنمية.
أما باقى الاحزاب التى تخوض الانتخابات هى و"الشعوب الديمقراطي"، و"السعادة"، و"تركيا المستقلة"، و"الاتحاد الكبير"، و"الديمقراطي"، و"اليسار الديمقراطي"، و"إيي"، و"الشيوعي التركي"، و"الوطن".
وأصدرت السلطات تعليمات بحظر بيع أو تقديم أو تناول المشروبات الكحولية غدا بأي شكل من الأشكال بين الساعة 06:00 صباحًا و12:00 ليلًا، وبموجب القرارات الرسمية، يتم إغلاق جميع الملاهي العامة، مثل المقاهي ومحلات الانترنت، وتقتصر المطاعم التي فيها فعاليات من هذا النوع على بيع المأكولات، كما حظرت السلطات حتى الساعة 6:00 على القنوات والإذاعات بث أي خبر أو توقعات أو تعليقات عن الانتخابات ونتائجها.
ومن المقرر أن يبدأ فرز الأصوات اعتبارا من الساعة 4:00 في المناطق التي يكون التصويت فيها بين الساعة السابعة والرابعة، وفي الساعة 5:00 في المناطق التي يكون التصويت فيها بين الثامنة والخامسة عصرا.
وتشكل الانتخابات المحلية أول استحقاق انتخابى يجرى بعد الانتقال من النظام البرلمانى إلى الرئاسى وتوسيع سلطات الرئيس رجب طيب أردوغان فى 2018، لذا ينظر إليها كونها استفتاء على شعبية الحزب الحاكم، العدالة والتنمية، المسيطر على الحياة السياسية فى تركيا، ووصفها الرئيس رجب طيب أردوغان بأنها مسألة حياة أو موت بالنسبة للبلاد، وسط معارضة كبيرة لهذا النظام فى الداخل واستقطاب سياسى حاد، ويرى مراقبون أن هذه الانتخابات ستمثل اختبارا لحكومة أردوغان التي تعرضت لانتقادات بسبب سياساتها الاقتصادية وسجلها على مجال حقوق الإنسان.
وفى حال خسارة الحزب الحاكم العاصمة أو إسطنبول ستشكل أكبر ضربة يتعرض لها العدالة والتنمية منذ وصوله إلى السلطة قبل أكثر من 17 عامًا.