علقت صحيفة "واشنطن بوست" على الانتخابات المحلية التى أجريت فى تركيا يوم الأحد الماضى، وتعرض فيها حزب العدالة والتنمية الحاكم لخسائر فى المدن الكبرى، فى الوقت الذى لن تحسم فيه بعد النتائج فى إسطنبول معقل أردوغان، وإن كان المؤشرات توحى بفوز المعارضة.
وقالت الصحيفة، إن أردوغان واجه أمس، الاثنين، احتمال هزيمة انتخابية لاذعة فى إسطنبول، المدينة التى هيمن على سياساتها لربع قرن، مع إظهار نتائج التصويت انتصار المعارضة على ما يبدو. وكانت انتصارات حزب المعارضة الرئيسى فى عدد من المدن الكبرى ومنها أنقرة العاصمة هزيمة رمزية كبرى لأردوغان، مما قلل من صورته كشخص لا يقهر، وقدم ثقة كبيرة للحزب المعارض.
وكان ينظر إلى الانتخابات المحلية فى تركيا على أنها استفتاء على سياسات أردوغان. ورغم فوز العدالة والتنمية فى مناطق أخرى، إلا أن خسارة إسطنبول لو تم تأكيدها، ستكون بمثابة ضربة قاسية للرئيس التركى، حيث صعد أردوغان على الصعيد الوطنى فى بلاده من خلال توليه منصب عمدة المدينة بين عامى 1994 و1998، وظلت المدينة منذ هذا الوقت مصدر الثروة والهيبة لحزبه.
ونقلت واشنطن بوست، عن سولى أوزيل، استاذ العلاقات الدولية فى جامعة قادر هاس بإسطنبول، قوله إن هذه المملكة، يقصد إسطنبول، لم تكن تنتمى للعدالة والتنمية ولكن لأردوغان، وهذه خسارة كبيرة من الناحية النفسية.
ورأت الصحيفة أن نتائج الانتخابات سيكون لها تداعيات على أردوغان أكثر من مجرد الرمزية. حيث أن حزب أردوغان وأسلافه الإسلاميين سيطروا على مدينتى أنقرة وإسطنبول منذ عام 1994، وقدمت المدينتان الكثير من الدعم والرعاية على مدار السنوات وقوت شوكة أردوغان وحلفائه على مدار السينين. وهذه الخسارة المزدوجة سيكون لها أثر معاكس، حسبما يقول أوزيل.