تحاول صحيفة واشنطن بوست، الأمريكية، التخلص من دعوة قضائية من شأنها أن تضرب بمصداقية الصحيفة التى تمثل واحدة من الأكبر فى الولايات المتحدة وأحد محاور الإعلام الليبرالى.
فلقد ذكرت الصحيفة نفسها على موقعها الإلكترونى، الأربعاء، أنها طلبت من محكمة فيدرالية إغلاق دعوى تشهير ضدها ومطالبة بتعويض مالى قدره 250 مليون دولار، رفعها طالب فى المرحلة الثانوية فى كنتاكى بسبب تغطية زائفة من قبل الصحيفة لواقعة جمعت الطالب وزملاءه، الذين كانوا يرتدون قبعات حملة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أثناء مسيرة مناهضة للإجهاض، مع ناشط من السكان الأصليين لأمريكا، فى يناير الماضى.
واتهمت الصحيفة وقتها نيكولاس ساندمان، الذى يبلغ 16 عاما، بأنه قام بأعمال عنصرية وتحريضية ضد الناشط الأمريكى ونشرت فيديو من زاوية معينة يبدو الطالب يبتسم بشكل ساخر فى وجه الناشط وقالت إنه وزملاءه أحاطوا بالناشط العجوز ناثان فيليبس صاحب الـ64 عاما، وهو ما ثبت زيفه من خلال فيديو آخر كامل للواقعة يظهر أن الناشط العجوز أقترب بشدة من ساندمان وظل يقرع على طبلته بقوة بينما ألتزم الشاب وزملاءه الهدوء دون أن يتفهوه بكلمة.
الدعوى التى رفعها والدى الطالب نيابه عنه، بعد تعرضه لتهديدات بالقتل نتيجة للتغطية المتحيزة من وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية، تتهم واشنطن بوست باستهداف أبنهم لأنه أبيض كاثوليكى يدعم الرئيس ترامب حيث كان يرتدى وقت الواقعة القبعة التى تحمل شعار حملته "نجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
كما رفع ساندمان أيضا دعوى قضائية ضد سي إن إن بتهمة التشهير، ويسعى للحصول على تعويض قدره 275 مليون دولار. وتقول دعوى "ساندمان" إن تغطية واشنطن بوست وسى إن إن، قادت "غوغاء عبر وسائل الإعلام الرئيسية والاجتماعية لمضايقته وإهانته وتهديده".
فيما قالت "واشنطن بوست" إن تغطيتها كانت دقيقة ولم تسئ لساندمان. وأضافت أن التقارير المنشورة بشأن الواقعة ربما أثارت غضب طلاب مدرسة كوفينجتون الكاثوليك لكنها كانت شاملة ودقيقة.
اللافت أن المبلغ الذى يسعى له طالب كوفينجتون كتعويض من واشنطن بوست هو نفسه المبلغ الذى دفعه مؤسس أمازون جيف بيزوس لعائلة جراهام، التى كانت تمتلك الصحيفة، لشراءها عام 2013.