يتجه الاتحاد الأوروبى، خلال قمة استثنائية يعقدها اليوم الأربعاء للموافقة على طلب رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماى للمرة الثانية تأجيل خروج بلادها، من الاتحاد، لكن الزعماء سيناقشون تمديد موعد الانسحاب لفترة أطول وفقا لشروط لا تسمح لأى زعيم بريطانى فى المستقبل بتهديد الاتحاد.
وزارت ماى على عجل برلين وباريس عشية القمة لتطلب من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون السماح لها بتأجيل انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وكانت ماى طلبت من الاتحاد تأجيل موعد انفصال بريطانيا عنه والذى يحل يوم الجمعة المقبل إلى 30 يونيو، غير أن دبلوماسيين فى بروكسل قالوا إنه يجرى بحث التمديد حتى نهاية العام أو حتى مارس 2020.
وأفادت مسودة للبيان الختامى لقمة الاتحاد الأوروبي، اطلعت عليها رويترز، بأن زعماء الاتحاد سيسمحون بتأجيل انسحاب بريطانيا مرة ثانية وفقا لشروط محددة. ولم تحدد المسودة موعدا جديدا للانسحاب.
وجاء فى المسودة أنه "على المملكة المتحدة تيسير إنجاز مهام الاتحاد والامتناع عن أى إجراء من شأنه تهديد بلوغ أهداف الاتحاد"،ويخشى زعماء أوروبا أن يتسبب خروج بريطانيا، المقرر يوم الجمعة المقبل الساعة 2200 بتوقيت جرينتش، دون اتفاق فى اضطراب الأسواق المالية والإضرار باقتصاد الاتحاد الذى تبلغ قيمته الإجمالية 16 تريليون دولار وتقويض التجارة العالمية.
وقال مسؤولون فرنسيون إنه إذا مددت بريطانيا فترة انسحابها من الاتحاد فينبغى ألا تشارك فى المحادثات بشأن ميزانيته أو اختيار الرئيس المقبل للمفوضية الأوروبية.
وذكر مارجريتيس شيناس المتحدث باسم المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبى مستعد ولا يشعر بالقلق من خروج بريطانيا دون اتفاق.
وقال فى إفادته الصحفية اليومية قبيل انعقاد القمة "رغم أن الانسحاب دون اتفاق من شأنه أن يحدث ارتباكا... إلا أن الاتحاد الأوروبى مستعد تماما لذلك".
وأضاف شيناس "ليست هذه هى النتيجة المأمولة لكننا لا نشعر بالقلق من حدوث ذلك. نحن مستعدون"، وقالت ميركل فى برلين اليوم الأربعاء "أنا والحكومة نرى أنه يجب أن نمنح الحزبين فترة معقولة من الوقت"، فى إشارة إلى المحادثات الجارية بين حزبى المحافظين والعمال البريطانيين.
وأضافت أمام البرلمان "من الملائم أن يكون التمديد لفترة أطول مما طلبت رئيسة الوزراء البريطانية"، وقال رئيس الوزراء الدنمركى لارس لوكى راسموسن إنه سيوصى بتمديد طويل لفترة انسحاب بريطانيا من الاتحاد.
وأضاف للصحفيين فى كوبنهاجن "أسافر إلى بروكسل بذهن منفتح. وأنا فى الفريق الذى يرى ضرورة منح تمديد أطول حتى نعطى للمملكة المتحدة مزيدا من الوقت".
وقال جيرنوت بلوميل وزير الشؤون الأوروبية النمساوى إن التمديد مرة ثانية يتعين أن يكون لسبب واضح، وأضاف، خلال مؤتمر صحفى فى فيينا بعد اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي، أن النمسا فى الوقت ذاته تريد لعب دور بنّاء فى المفاوضات ولا تزال ترغب فى تجنب خروج صعب لبريطانيا من الاتحاد.
وقال ستيفن باركلى الوزير البريطانى لشؤون الخروج من الاتحاد اليوم إنه لا يريد تمديدا يصل إلى مدة عام، وقال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) اليوم الأربعاء "حسنا، لا أريد تمديدا تصل مدته إلى عام... لا أريد أن أرى تمديدا لفترة طويلة".
لكن باركلى أضاف أن الأمر الأساسى هو منح بريطانيا خيار تنفيذ الانسحاب بمجرد موافقة البرلمان البريطانى على اتفاق بشأنه، وقالت ماى اليوم الأربعاء، ردا على سؤال من أحد النواب البريطانيين، "موقفى بشأن إجراء استفتاء ثان (بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد)، وموقف الحكومة، لم يتغير".