قالت صحيفة "فورين بوليسى" الأمريكية إن التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا تقوض جهود الحد من انتشار المواد النووية، ولفتت إلى أن السجال بين الرئيسين الأمريكى باراك أوباما وفلاديمير بوتين يعيق مساعى منع الإرهاب النووى، ويثير حتى مخاوف من حدوث مواجهة نووية.
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا، الدولة التى تملك أكبر ترسانة ذرية فى العالم، لا تشارك فى قمة الأمن النووى التى تستضيفها الولايات المتحدة حاليا. وتعكس مقاطعة روسيا للقمة خلافا بين موسكو وواشنطن قوض الجهود التى تقودها أمريكا لتأمين المواد الإشعاعية، وتثير مخاطر باحتمال مواجهة نووية بينهما ربما لم يشهدها العالم منذ الحرب الباردة.
وأكدت المجلة على أهمية دور روسيا الذى لا غنى عنه فى أى محاولة لمنع الإرهاب النووى، بسبب ما تملكه من كميات هائلة من المواد النووية على أراضيها.
وكان التعاون الأمريكى الروسى فى هذا الشأن قد مثل حجر الزاوية فى الجهود الهامة التى شهدها العقدان الماضيان لتأمين مخزون الأسلحة النووية فى دول الاتحاد السوفيتى السابق، لمنع سرقة المواد التى يمكن استخدامها لصنع القنابل النووية.
وتتابع الصحيفة قائلة إن هذا التعاون قد وصل إلى نهايته، وهو ما يقلق الكثير من المسئولين الأمريكيين. ونقلت المجلة عن المتحدثة باسم البنتاجون قولها إن وزارة الدفاع الأمريكية تشعر بالقلق من التهديد الذى تمثله أسلحة الدمار الشامل وبيع المواد الإشعاعية، لاسيما وأنها لم تعد قادرة على ضمان أن يتم السيطرة على المواد النووية بروسيا.
ورأت فورين بوليسى أن غياب موسكو عن قمة الأمن النووى يوضح مدى تأثير الخلاف الذى أثير حول توغلها فى أوكرانيا على مجال الأسلحة والأمن النووى، حيث بدأ استعداد روسيا للعمل مع الغرب فى التراجع فى السنوات الأخيرة مع تصاعد خلافاتها مع واشنطن حول قضايا مثل خطط الولايات المتحدة لنشر درع الدفاع الصاروخى.