عاد الناخبون فى إسبانيا اليوم الأحد إلى مراكز الاقتراع للتصويت فى انتخابات يرجح أن يفوز فيها رئيس الحكومة الاشتراكى بيدرو سانشيز لكنها تجرى فى أجواء من الانقسام ومخاوف من صعود اليمين المتطرف، وترجح استطلاعات الرأى فوز رئيس الوزراء الاشتراكى لكن بدون أن يحصل على غالبية مطلقة، مما سيجبر كل الأحزاب على السعى لتشكيل تحالفات فى برلمان منقسم أكثر من أى وقت فى أجواء من الاستقطاب منذ محاولة انفصال كتالونيا فى 2017.
وقالت صحيفة "الموندو" الإسبانية فى تقرير نشرته اليوم إن هناك 12 تحديا اقتصاديا للحكومة الجديدة بعد الانتخابات الإسبانية، والتى منها السياحة والزراعة والديون والتجارة والصناعة والتوظيف ووإعادة تقييم المعاشات التقاعدية، وهذه التحديات سيتعين على الحكومة مواجهتها عند مغادرة صناديق الاقتراع.
وأشار التقرير إلى أنه سيتعين على حكومة إسبانيا القادمة مواجهة سيناريو اقتصادى يتسم بالتباطؤ وعدم اليقين المحيط بالتغيير المحتمل، فالتحديات متنوعة للغاية، مثل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وعدم وجود اتفاق فى التفاوض على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وعدم اليقين السياسى فى بلدان مثل إيطاليا.
هذا بالإضافة إلى التفتت السياسى فى إسبانيا الذى يعيث معظم التغييرات والإصلاحات التى تطالب بها منظمات مثل البنك المركزى الأوروبى أو صندوق النقد الدولى بالدولة، فهل ستكون الأحزاب البرلمانية قادرة على التوصل إلى اتفاقات فى الهيئة التشريعية القادمة بشأن القضايا التى تؤثر على جيب واقتصاد المواطنين؟
فبالنسبة للزراعة والتجارة، فإن فى خضم الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أعلن دونالد ترامب عن فرض رسوم جديدة على صادرات المنتجات الأوروبية، وفى هذه القائمة هناك البعض اسبانية (النبيذ وزيت الزيتون والزيتون و الجبن) الذين لديهم سوق فى الولايات المتحدة، وإذا تمت الموافقة على هذه المعدلات، فسوف يتعرض جزء كبير من صادرات إسبانيا للخطر، حيث إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وافق على التعريفة الجمركية على مبيعات هذه السلع ومنذ ذلك الحين انخفضت الصادرات الإسبانية إلى الولايات المتحدة بنسبة 60%.
وتتمثل التحديات الأخرى التى يواجهها الفريق التنفيذى الجديد من حيث التجارة فى مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة فى عملية التحول الرقمى.
أما بالنسبة لنموذج السياحة الجديد، فإن فى السنوات الثلاث الأخيرة، تمتعت إسبانيا بأجمل لحظاتها السياحية، حيث يمثل هذا القطاع 11% من الناتج المحلى الإجمالى وإسبانيا هى اليوم ثانى أكثر الوجهات زيارة فى العالم، وصول الزوار قد حطم الأرقام القياسية هذه السنوات (82 مليون زائر فى عام 2018) جزئياً لأن العديد من السياح فضلوا إسبانيا على وجهات أخرى.
أما البطالة، التى تمثل 14.7% في الربع الأول من عام 2019 ، وهى ثانى أعلى نسبة فى أوروبا فقط بعد اليونان، فلا تزال مصدر القلق الرئيسى للإسبان، وعلى الحكومة الجديدة التوصل لحل لها.