علقت صحيفة "الجارديان" البريطانية على نتائج الانتخابات العامة فى أسبانيا، والتى حقق فيها اليمين المتطرف مكاسب كبرى، وقالت إن الاستثنائية الأسبانية التى كانت متمثلة فى الحصانة المفترضة للبلاد من الأحزاب اليمينة المتطرفة التى توغلت فى السياسة الأوروبية الرئيسية، قد استسلمت أخيرا للجروح التى تلقتها فى ديسمبر الماضى.
وبعد أربعة أشهر من حصول على 12 مقعدا فى الانتخابات الإقليمية الأندلسية، سيدخل حزب فوكس الناشئ بقيادة سانتياجو أبسكال البرلمان الوطنى بعد أن فاز بـ 24 مقعدا فى مجلس النواب، وحصوله على 10% من الأصوات.
وتتابع الصحيفة قائلة إنه قبل عام واحد فقط لم يكن الإنجاز الذى حققه فوكس أمر ممكن التفكير فيه، ففى آخر انتخابات عامة فى يونيو 2016، جذب الحزب 0.2% فقط من الأصوات.
وعلى الرغم من دعوات أبسكال لاستعادة أسبانيا، فى إشارة إلى الحملة الطويلة ضد الحكم المغربى الذى انتهى عام 1492، وأدى إلى طرد يهود أسبونيا، فإن الحزب ليس له علاقة بالهجرة والحدود بقدر ما له علاقة أكبر بالسياسة الداخلية.
فقد كان العامل الرئيسى هو كتالونيا والأحداث الصاخبة فى خريف 2017، فقد اشتعل الأمر عندما أجرت حكومة كتالونيا استفتاء من جانب واحد للانفصال عن أسبانيا وتبعه إعلان استقلال من جانب واحد بعد أسابيع، مما أدى إلى تدخل الحكومة الأسبانية.
وكان حل فوكس أسوأ أزمة سياسية فى أسبانيا وأسوأ أزمة تتعلق بأراضيها منذ عودتها إلى الديمقراطية، هو وقف الحكومة الذاتية لكتالونيا لحين هزيمة "مخططى الانقلاب" الذين كانوا وراء محاولة الاستقلال.