فى وقت أوشكت فيه إيران الدخول فى مواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية، يعج الداخل الإيرانى بالصراعات بين التيارات السياسية، واليوم أدى التفكير فى الحرب أو الدخول فى مفاوضات إلى انقسام وتراشق بين وسائل الإعلام الإصلاحى والمتشدد، على خلفية إغلاق مجلة إصلاحية تدعى "صدا" أى صوت بالفارسية حذرت من خطورة الحرب.
فالصحافة الإصلاحية مازالت تسعى لوضع حلول للوضع القائم ويميل بعض كتابها إلى الدخول فى مفاوضات مجددا مع الولايات المتحدة، على سبيل المثال صحيفة "آرمان" كتبت فى افتتاحيتها تحت عنوان "هل يمكن وقف الانزلاق نحو الحرب بين أمريكا وإيران؟"، رأى المحلل السياسى الإيرانى والدبلوماسى السابق سيد حسين موسويان، أنه رغم تصاعد المواجهة بين الطرفين إلا أنه يمكن احتواؤها.
وقال إن هناك نماذج للتعاون البناء فى العلاقات الأمريكية الإيرانية كان أولها فى الثمانينيات عندما طلبت الولايات المتحدة المساعدة فى تحرير رهائن أمريكين.
صحيفة "افتاب يزد" الإصلاحية كتبت مانشيت "شروط ينبغى أن تضعها إيران أمام أمريكا" ونقلت عن رئيس لجنة الأمن القومى فى البرلمان الذى قال إنه على إيران أن تحدد شروطها للتفاوض نحن بلد كبير والبلدان الكبرى ينبغى أن تتخذ قرارات كبيرة.
وكتبت صحيفة "همدلى" الإصلاحية مانشيت عددها، "هاتف ترامب فى يد بولتون، فى إشارة على تأثير الصقور الأمريكية على قرارات الرئيس الأمريكى ومحاولات الأخير الاتصال بقادة طهران.
أما الصحف المتشددة هاجمت نظيرتها الإصلاحية التى تدعو للتفاوض أو لمهادنة الولايات المتحدة الأمريكية فصحيفة كيهان نشرت صورة لغلاف مجلة "صدا" التى تم وقفها بسبب مانشيتها أول أمس كتبت فيه "بين مفترق طرق الحرب والسلام". وتسائلت كيهان، هل سينقذ المعتدلون إيران مجددا من الحرب؟.
ووصفت صحيفة "جوان" المتشددة التابعة للحرس الثورى من يدعون للتفاوض بالجبناء وكتبت تحت عنوان"رعب الجبناء من شبح الحرب الذى صنعوه بأيديهم" الشواهد والأدلة وتصريحات الأمريكيين لا تشير إلى الحرب.. لكن البعض فى داخل إيران يزحف نحو الوكر.