قال الرئيس الصينى شى جين بينج اليوم الأربعاء، إن الشعوب الآسيوية تتطلع إلى آسيا سلمية ومستقرة، مؤكدا فى الوقت نفسه أنه لن يوجد احتكاك بين الحضارات طالما تعايشت مختلف الحضارات بانسجام.
وأعرب بينج –فى كلمة خلال مراسم افتتاح مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية فى العاصمة (بكين) اليوم تحت عنوان "التبادل والتعلم المتبادل بين الحضارات الآسيوية ومجتمع ذى مستقبل مشترك"- عن أمله أن تحترم جميع الدول الآسيوية بعضها، وتثق ببعضها البعض، وتتعايش فى انسجام وتوسع التبادلات العابرة للحدود والزمن والفضاء وكذلك العابرة للحضارات، وتحافظ معا على أوقات السلم التى هى أثمن من الذهب، مطالبا جميع الدول بخلق شروط لتنمية الحضارات الأخرى، والمحافظة على حيويتها الذاتية فى ذات الوقت.
وأضاف أنه لن يوجد هناك احتكاك بين الحضارات طالما ظلت الشعوب تقدر جميع الحضارات، مشددا على ضرورة ضمان الانفتاح والشمولية والتعلم المتبادل بين الحضارات.
وتابع بينج أن التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات يجب أن يتم بطريقة متكافئة ومتساوية، ويكون متنوعا ومتعدد الاتجاهات، مشيرا إلى أنه ينبغى ألا تكون إجبارية أو قهرية أو أن تكون فى اتجاه واحد.
كما دعا الرئيس الصينى قارة آسيا إلى تعزيز الثقة فى الحضارة، قائلا: "يتعين علينا الحفاظ على التبادلات والتعلم المتبادل مع الحضارات الأخرى فى العالم، والسعى إلى مواصلة كتابة فصول جديدة رائعة للحضارات الآسيوية.. يجب أن نعزز الأساس الثقافى للبناء المشترك للمجتمع الآسيوى ذى المستقبل المشترك ومجتمع المستقبل المشترك للبشرية".
وأشار إلى أن الحضارات تحتاج إلى مواكبة العصر، وأنه ينبغى تشجيع الابتكار لإعطاء دفعة حيوية لتقدم الحضارات، مع ضرورة الاحترام المتبادل والمعاملة المتساوية بين الحضارات، لافتا إلى أن الحضارة الصينية هى نظام منفتح تشكل من خلال التبادلات المستمرة والتعلم المتبادل مع الحضارات الأخرى، وأن الصين فى المستقبل ستحتضن العالم بشكل أكثر انفتاحا وتساهم بإنجازات حضارية أكثر ديناميكية فى العالم.
وأضاف أن الشعوب الآسيوية تتطلع إلى آسيا منفتحة ومتكاملة، محذرا من أن الحضارات ستفقد حيويتها إذا عادت الدول إلى العزلة وقطعت نفسها عن بقية العالم، معربا عن أمله فى أن تشارك جميع الدول الآسيوية معا لتعزيز العولمة الاقتصادية التى تتميز بالانفتاح والشمولية والتوازن، والمفيدة للجميع، وأن تعمل هذه الدول معا للقضاء على الفقر والتخلف فى بعض الدول.
وأكد بينج أهمية القوة الثقافية والحضارية، إلى جانب القوة الاقتصادية والتكنولوجية للبشرية لمواجهة التحديات المشتركة والتوجه نحو مستقبل مشرق.
وأوضح أن التحديات العالمية المتصاعدة التى تواجه البشرية الآن تتطلب تضافر الجهود من الدول فى جميع أنحاء العالم، وأن مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية يهدف إلى إنشاء منصة جديدة لتعزيز الحوار المتكافئ والتعلم المتبادل والإلهام المتبادل بين الحضارات فى آسيا وبقية العالم.
وتابع أن بلاده مستعدة لتنفيذ خطة تعزيز السياحة الآسيوية مع الدول الأخرى، موضحا أن الصينيين قاموا بما يزيد على 160 مليون رحلة إلى خارج البلاد عام 2018، فى حين تجاوزت الرحلات الوافدة للسياح من خارج البلاد 140 مليون رحلة.. واصفا ذلك بـ"القوات المهمة لتعزيز التبادلات والدراسة المتبادلة بين الحضارات الصينية والأجنبية".
ويهدف المؤتمر إلى توفير منصة لنشر التقدم والمضى قدما بإنجازات الحضارات الآسيوية والعالمية، مع تشجيع التبادل والتعلم المتبادل بين مختلف البلدان والحضارات، من أجل النهوض بتطور الحضارة الإنسانية وبناء مجتمع ذى مستقبل مشترك للبشرية.
ويضم المؤتمر 6 منتديات فرعية متوازية تحت عناوين "حماية تنوع الحضارات الآسيوية" و"التبادلات الثقافية والسياحية والشعبية" و"التعلم المتبادل بين الحضارات الآسيوية وبناء مجتمع ذى مستقبل مشترك للبشرية" و"مسؤولية الشباب فى حمل التراث الحضارى الآسيوى قدما" و"تبادل الخبرات حول الحوكمة الآسيوية" و"التأثير العالمى للحضارات الآسيوية".
ويشارك فى المؤتمر قادة كمبوديا واليونان وسنغافورة وسريلانكا وأرمينيا ومنغوليا، بالإضافة إلى مسؤولين من اليونسكو ومنظمات دولية أخرى، إلى جانب أكثر من 2000 شخص من بينهم قادة ومسؤولون حكوميون من 47 دولة فى آسيا ومن خارج المنطقة، بالإضافة إلى ممثلين من مجالات الثقافة والتعليم والسينما والتليفزيون ومراكز الفكر والإعلام والسياحة.