مشاهير عدة ظهروا على ساحات الحياة العامة، بعضهم من ساهم فى صناعة قرارات مصيرية تجاوز مداها حدود بلدانهم، ومن بينهم من ترك آثراً خالداً لا يمحوه زمن، إلا أن حياتهم الخاصة رغم ما تركوه من زخم ما تزال فى طىالكتمان.. فما بين سيدة ساهمت فى صناعة نجم مجتمع، وما بين رجل استطاع أن يقدم زوجته كنموذج يحتذى به فى العمل العام، تظل قائمة "النص الآخر" مليئة بالأسرار والحكايات غير المتداولة.
"انفراد" يقدم على مدار شهر رمضان الكريم سلسلة حلقات "النصف الآخر"، بروايات عن أبطال الظل فى حياة من خاضوا حروبا ومن أحرزوا السلام.. من قادوا بلادهم نحو مستقبل أفضل، ومن تعثرت مسيرتهم أمام تحديات جسام ، وغيرهم الكثير..
أليدا جيفارا.. مناضلة كوبية أسرت زعيم الثائرين
أن تكون المرأة زوجة لرئيس دولة أو زعيم هى لا شك مهمة صعبة، لكن الأصعب منها بالتأكيد أن تكون زوجة ثائر ومناضل وزعيم للقلوب شهدت حياته القصيرة مغامرات وملاحقات كثيرة قبل أن ينتهى حياته مقتولا على يد من ظلوا يطاردونه.
هكذا كان الحال لأليدا تشى جيفارا، زوجة المناضل والثائر الأشهر فى العصر الحديث أرنستو تشى جيفار. ورغم أن أليدا كان الزوجة الثانية لشى، إلا أنها عاشت معه المرحلة الأهم فى حياته حيث تزوجا عام 1959 وظلا معا حتى عام قبل مقتله فى 9 أكتوبر 1967.
وكانت أليدا جيفارا، الابنة الكبرى للزوجين، والتى تحمل اسم والدتها قد أصدرت كتابا فى عام 2012 يوثق لعلاقة الحب الجارفة بين والديها تحت عنوان "تذكر تشى حياتى مع جيفارا". روت فيه هذه القصة عندما كانت أليدا مقاتلة ضمن الثوار الكوبيين للإطاحة بالديكتاتور باتيستا.
وكانت أليدا، الزوجة والأم، قد التحقت بالمقاومة ضد حكومة باتيستا المستبد فى 1956. وبعد عامين التقت بجيفارا. فى البداية لم يثق منها لأنه كان يعتقد أنها مخبرة تم دسها للتجسس عليه لصالح إحدى الحركات المناهضة للاشتراكية، لكن سرعان ما تبدل الأمر ونشأت قصة حب بينهما وتزوجا فى عام 1959، فى نفس عام قيام الثورة الكوبية.
وكان هذه الزوجة هى الثانية لجيفار، حيث تزوج لأول مرة من هيليدا جايدا عام 1955 قبل أن ينفصلا فى عام 1959 وأسفر هذا الزواج عن ابنة واحدة وهى هيلد جيفارا.
ورغم أن أليدا كانت مقاتلة متمرسة، إلا أن جيفارا لم يرغب فى أن تأتى وتقاتل معه فى الجبال. وظلا الزوجان معا فى كوبا حتى عام 1966 عندما غادر إلى الكونغو لدعم لمساندة حرب التحرير التي كان يشنها باتريك لومومبا.
وروت زوجة جيفارا أن اللقاء الأخير بينهما فى أكتوبر 1966 أى قبل عام من مقتله فى بوليفيا، وكانت هذه آخر مرة يشاهده أولاده فيها. لكن قبيل ووفاته تلقت قصيدة منه قال فيها "إلى اللقاء محبوبتى الوحيدة لا تخافى من جوع الذئاب ولا الصحارى المقفرة الباردة سيحيط بك دائما دفء قلبى وسنتواثل دائما حتى يطيب لنا الطريق.. حبيبك إلى الأبد".
وبعد وفاة إرنستو، عادت إليدا للعمل فى حكومة الرئيس الكوبى فيدل كاسترو.