ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلا عن مصادر مطلعة، أن الإدارة الأمريكية توصلت إلى اتفاقين مع كندا والمكسيك على إزالة التعريفات الجمركية على المواد التى تستوردها واشنطن من البلدين، ما سيسفر عن حل خلاف دام منذ نحو عام بين واشنطن وجارتيها، والذى عقّد جهود التصديق على اتفاقية معدّلة لتنظيم التجارة بينهم، موضحة فى الوقت نفسه أن الاتفاقين الأخيرين لا يضمنان تمرير تلك الاتفاقية.
وذكرت الصحيفة، فى تقرير نشرته عبر موقعها الإلكترونى، اليوم الجمعة، أن الاتفاقين، اللذين قد يُعلن عنهما اليوم، سيحررا كندا والمكسيك من التعريفات التى فرضتها إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لكنهما سيضعان آلية للرقابة وفرض ضوابط فيما يتعلق بزيادة الواردات، مشيرة إلى أنه من غير الواضح متى سيدخل الاتفاق حيز النفاذ.
ولفتت إلى أن ترامب ناقش التعريفات التى فرضها فى وقت سابق على كندا، والتعريفات المقابلة التى فرضتها أوتاوا على الولايات المتحدة خلال اتصال هاتفى مع رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو، وفقا لما أعلنت الحكومة الكندية اليوم، موضحة أنه من المنتظر أن يلقى ترودو كلمة، اليوم، من شركة لصناعة الصلب فى مقاطعة أونتاريو الكندية.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن قرار إزالة تعريفات بقيمة 25% على واردات الصلب و10% على واردات الألومنيوم، يأتى فى الوقت الذى أعلن فيه البيت الأبيض أيضا تأجيل تحديد ما إذا كانت واشنطن ستفرض رسوما جمركية على وارداتها من السيارات الأجنبية وقطع غيارها لـ 6 أشهر.
وأكد أنه على الرغم من أن ذلك التأجيل سيعطى مهلة مؤقتة لصناع وتجار السيارات الذين كانوا يتأهبون لتعريفات مشددة تصل إلى 25% من قيمة منتجاتهم، لكنه سيضع موعدا نهائيا صارما لترامب ومستشاريه كى يصلوا إلى اتفاقات تجارية مع اليابان والدول الأوروبية وربما بلدان أخرى.
ورجّحت الصحيفة الأمريكية أن يؤدى التراجع عن فرض التعريفات عن كندا والمكسيك إلى رفع الأخيرتين للتعريفات المضادة التى فرضتها على المنتجات الأمريكية، الأمر الذى يخفف بعض الضغط الذى تواجهه مؤسسات الأعمال والمزارعين الأمريكيين جراء الحروب التجارية التى يخوضها الرئيس.
كما من شأن الاتفاق مع أوتاوا ومكسيكو سيتى مساعدة الإدارة الأمريكية فى التركيز على النزاعات التجارية الأخرى التى تخوضها، وفى مقدمتها المفاوضات العنيدة مع الصين، والتى تأزمت بشكل كبير هذا الشهر.
لكن من غير الواضح ما إذا كان الاتفاق كافيا للمساعدة فى تأمين التصديق على الاتفاقية التجارية الجديدة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك -البديلة لاتفاقية التجارة الحرة (نافتا)- فى الكونجرس، والتى لم يتم تمريرها فى أى من برلمانات الدول الثلاث حتى الآن رغم توقيعها فى نوفمبر الماضى.