قالت صحيفة "اليوم" السعودية في افتتاحيتها اليوم، الأحد، التي جاءت بعنوان (تغيير نظام الملالي لا سلوكه) "لطالما كانت إحدى قواعد السياسة الأمريكية الحفاظ على مصالحها وأمن حلفائها وشركائها الإستراتيجيين كسياسة أمريكية راسخة، وهذا ما أكدته إدارة الرئيس دونالد ترامب، وبدا هذا جليا في البيت الأبيض خلال السنوات الماضية، واتخذت هذه الإدارة قرارات عسكرية واقتصادية كبيرة ومصيرية في المنطقة، ليأتي قرارها بتعزيز قواتها العسكرية بالمنطقة، متبوعا بموافقة المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى على إعادة انتشار القوات الأمريكية بغية التصدي لتهديدات إيران في المنطقة".
وأضافت افتتاحية الصحيفة السعودية: "يأتى ذلك ردا على تصرفات قادة طهران التي باتت أكثر رعونة وتشدقا بدعمها ميليشيات الإرهاب، وكان الهجوم على ناقلات النفط الذي نفذته أذرع إيران آخر فصول إرهاب الملالي، وهذا ما دفع بالإدارة الأمريكية إلى اتخاذ إجراءات صارمة لكبح الغطرسة الإيرانية، وكذلك ضمان أمن الحلفاء".
وقالت الصحفية: "خلال السنوات الماضية كررت إدارة الرئيس ترامب أنها لا تريد أن تغير النظام في طهران، وإنما تريد أن يغير النظام سلوكه، لكن حكام طهران أصروا على التهديد والتلويح بالقوة، وهذا ما دفع بواشنطن لتفرض الأمن والسلام في المنطقة وتضمن سلامة الممرات الدولية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى تؤكد الإدارة الأمريكية على التزامها بالتعاون الأمني مع حلفائها فى دول الخليج العربى، خاصة أن إيران استنفدت كل الفرص وحتى الأوروبيين الأكثر مهادنة لإيران يئسوا من سلوكها ومن الأمل فى التراجع عن عدوانيتها".
واختمت الصحيفة، لكن إيران لم تكترث بكل الرسائل والتحذيرات التي تكررت بل مضت في عبثها ومغامراتها، وذلك ما أكد عليه أيضا مسؤولون كبار في الخارجية والبيت الأبيض.
وما يجري الآن من تطورات ليس ردة فعل بل هو موقف تبلور نتيجة سلوك إيران العدواني وإصرارها على الاستمرار في زعزعة أمن واستقرار المنطقة وإصرارها على دعم الجماعات الإرهابية ونشر الفوضى. فهذا النظام وعلى مدى تاريخه أثبت أنه قائم على سياسة إلغاء الآخر ولا يقيم وزنا للمواثيق والأعراف والقوانين الدولية، ولا يمكن تغيير سلوكه، بل بات مطلوبا من المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن اتخاذ قرار باقتلاعه من جذوره وتشكيل تحالف دولي من أجل تحقيق هذه المهمة، فهذا النظام ليس سوى عصابة تحكم بالحديد والنار أفقرت شعبها وأعدمت عشرات الآلاف من مواطنيها، وبات مطلوبا تغيير النظام وليس تغيير سلوكه.