قرابة قرن عاشها قطاع الطيران المدنى فى العالم، وخلال تلك العقود والسنوات وقعت عشرات الحوادث، التى تفاوتت فى الحجم والتكلفة والأبعاد، لكن ظلت لكل منها قصة مختلفة، وصلت أحيانا إلى الضياع نصف قرن.
كان من الصعب قديما تتبع الطائرات حال سقوطها، لكن رغم هذا كان ينتهى الأمر فى كل الحوادث تقريبا بالعثور على الحطام، إلا فى واقعة "ستار داست"، التى اختفت فوق جبال الإنديز فى الأرجنتين خلال العام 1947، ولم يُعثر على حطامها إلا بعد 53 سنة.
كانت "ستار داست" إحدى طائرات خطوط أمريكا الجنوبية البريطانية، تحمل رقم"cs 59"من نوع،Avro Lancastrian أقلعت من العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس باتجاه مطار سنتياجو فى تشيلى، لكن بسبب الطقس الغائم والرياحالشديدة أرسلت رسالة عبر الراديو تؤكد حاجتها للهبوط الاضطرارى، ثم اختفت ولم تظهر بعدها.
بدأ البحث المكثف عن الطائرة بدون نتيجة، فازدهرت الشائعات والقصص الخرافية حولها، بين استهدافها من عصابات الماس بسبب وجود راكب فلسطينى على متنها يحمل ماسة ثمينة، أو اختطافها من كائنات فضائية، وغيرها من الحكايات التى ظلت تتردد بين وقت وآخر، خاصة أن طاقم الطائرة كان معروفا بكفاءته، إذ إنهم كانوا من طيارى سلاح الجو البريطانى.
فى عام 1998 عثر مزارع أرجنتينى فى سلسلة جبال الإنديز شرقى مدينة سنتياجو، على حطام محرك طائرة، فأبلغ السلطات الأرجنتينية التى اكتشفت باقى الحطام فى العام 2000، ليُسدل الستار على واحدة من أغرب حوادث الطيران، ويُحل لغز اختفاء "ستار داست" طوال 53 سنة.