ظهرت أدلة جديدة تربط قائد الجيش الكولومبى المحاصر نيكاسيو مارتينيز، بعمليات قتل المدنيين السرية المزعومة منذ أكثر من عقد فى أوج النزاع المسلح الذى شهدته البلاد.
وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، اليوم السبت، أن تلك الأدلة جاءت فى وثائق حصلت عليها وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتيد برس" من مصدر مطلع على التحقيق فى الإعدامات التى جرت خارج نطاق القضاء.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق تأتى بينما يواجه مارتينيز ضغوطا متصاعدة للاستقالة من منصبه على خلفية أوامر أعطاها للجنود هذا العام بتصعيد الهجمات، وهو ما أثار مخاوف لدى البعض بأن تلك الأوامر قد تمهد الطريق لعودة انتهاكات حقوق الإنسان فى البلاد.
وأوضحت الصحيفة أن جيش كولومبيا يواجه اللوم فى تنفيذ ما يصل إلى 5 آلاف حالة قتل غير مبرر للمدنيين خلال ذروة النزاع المسلح بالبلاد التى امتدت بين 2000 و2006، وذلك مع تكثيف الجنود عمليات القتل تحت ضغط من قادتهم، وفى بعض الأحيان كانوا يأمرون مدنيين بارتداء ملابس المسلحين المتمردة من أجل المزيد من المال والمزايا.
وذكرت الصحيفة أن مارتينيز قال - آنذاك ردا على تقرير عن مدفوعات الجنود - إنه "ليس لديه أدنى فكرة" عما إذا كان قد قدم تلك المكافآت للجنود على هذا الأساس.
لكن وثائق جديدة من مكتب المدعى العام الكولومبى تُظهر أن مارتينيز وقّع فى 2005، أثناء قيادته للواء العاشر فى الجيش الكولومبي، على 7 أوامر على الأقل بالدفع، والتى قدمها شخص إلى وكالة أنباء"أسوشيتيد برس" شرط عدم الكشف عن هويته خوفا من الانتقام.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المكافآت، والتى لم تتجاوز قط 500 دولار أمريكي، ذهبت إلى مخبرين لم تتطابق أسماؤهم وهوياتهم، بل وفى حالتين وجد المحققون القضائيون أن المنتفع الحقيقى من المكافأة كان جندى يدعى أوسكار ألفونزو والذى سيكمل محاكمته ليقضى 40 عاما فى السجن لدوره فى ارتكاب ثالث عملية قتل لمدنى غير متعلقة بالنزاع، بينما ذهبت إحدى المكافآت لقائد سابق لقوات شبه عسكرية محكوم عليه بالسجن 15 عاما فى قضية ابتزاز.
ولفتت الصحيفة إلى أن تلك الواقعة عُرفت باسم فضيحة "الإيجابيات المزيفة" والتى ألقت بظلالها على سجل الجيش الكولومبي، المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية، الحافل بالانتصارات، وبعد نحو 15 عاما لم يتم محاسبة قائد عسكرى واحد فى كولومبيا.
وكانت (نيويورك تايمز) قد أفادت - الأسبوع الماضى - بأن مارتينيز أمر الجنود هذا العام بمضاعفة عدد المقاتلين المتمردين والمجرمين الذين يقتلونهم أو يأسرونهم أو يجبرونهم على الاستسلام خلال القتال.