قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ، اليوم السبت ، إن قلق الإيرانيين يزداد بشكل ملحوظ فى ضوء تهديدات إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشن عمل عسكرى ، لكنهم أكدوا أنهم يكافحون بالفعل مع مجريات حياة يومية لدولة تعيش اقتصاد حرب بغض النظر عما إذا كانت هناك حرب فعلية.
وأضافت الصحيفة ، فى تقرير بثته على موقعها الالكترونى، إن العديد من الإيرانيين يعتبرون أنفسهم فى حالة حرب، وذلك بسبب تردى الاقتصاد الذى عانى طويلا من العقوبات الأمريكية ، وهو ما ساهم فى رفع معدلات التضخم ونقص الأدوية والسلع الحيوية الأخرى ، دون أى شعور بأن التخفيف سيأتى فى أى وقت قريب.
ونقلت عن مواطنة إيرانية ، تعمل فى شركة أدوية تدعى موجان وتبلغ من العمر 32 عامًا ، قولها " إن حياة الناس تزداد صعوبةً كل يوم ، نحن نأمل فقط ، لكن لا نعرف الكثير عما قد يحدث".
فى السياق ذاته، أكد سكان العاصمة طهران ، والذين تمت مقابلتهم مع واشنطن بوست عبر الهاتف ومن خلال الملاحظات الصوتية المسجلة ، أن الإيرانيين من الطبقة المتوسطة يأخذون وظائف وضيعة لتغطية نفقاتهم، ويصطفون للحصول على سلع نادرة بشكل متزايد ويخزنون الضروريات فى حالة النقص أو الحرب ، وتحدث جميع الإيرانيين الذين تمت مقابلتهم شريطة ألا يتم تحديد هويتهم إلا بأسمائهم الأولى ، حتى يتمكنوا من مشاركة آرائهم فى بلد يخضع فيه التعبير لرقابة مشددة.
وقالت الصحيفة " فى خضم التصعيد الجديد للتوترات القائمة منذ 40 عامًا بين الولايات المتحدة وإيران ، أعربت موجان عن اعتقادها بأن احتمال الحرب بين البلدين بعيد، وذلك بالنظر إلى مكانة إيران كقوة إقليمية وتأثير مثل هذا الصراع على الشرق الأوسط الكبير".
ومن جانبها ، قالت إلهام ، (35 عامًا) ، " الناس من حولى لا يهتمون بشكل خاص بإمكانية نشوب حرب عسكرية، لكنهم متشائمون جدًا من الوضع الاقتصادى ، لقد أوقف كل من حولى خطط حياتهم ، جميعهم ينتظرون فقط ، وقد أصبحت الحياة أصعب بالنسبة لجميع الإيرانيين".
وتعليقا على ذلك ، رأى بعض المسئولين فى إدارة ترامب أن الألم الاقتصادى سوف يشجع الإيرانيين على التمرد ضد قادتهم ، غير أن الإيرانيين أنفسهم يرون أن هذا الأمل ساذج ، ويؤكدون أنهم يحاولون ببساطة التكيف مع الحياة والاستغناء عن بعض الضروريات ، وإنهم يهدفون إلى الخروج من هذه الفترة الصعبة وحسب.