قال القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكى باتريك شانهان، اليوم الأحد، إنه لا يرى حاجة لاستئناف المناورات العسكرية المشتركة واسعة النطاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، التى تم تعليقها خلال العام الماضى فى تنازل لصالح المفاوضات النووية مع كوريا الشمالية.
وأضاف شانهان إنه يرغب فى أن يناقش مع قادة العسكرية الأمريكية والكورية الجنوبية كيفية ضمان حفاظ قوات البلدين على جاهزيتها القتالية، "أود أن أتحدث عن جاهزيتنا، وأن أضمن أن تكون الأمور التى نحتاج القيام بها جاهزة فى حال أخفقت الدبلوماسية"، لافتا "أثق فى أن لدينا الجاهزية التى نحتاجها"، وذلك فى تصريحات للصحفيين على متن طائرته متجها إلى العاصمة الكورية الجنوبية سول، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على موقعها الإلكترونى.
وأوضحت الصحيفة - فى تقرير لها - أن القوات الأمريكية والكورية الجنوبية استمرت فى إجراء مناورات محدودة النطاق وأصغر حجما خلال فترة تعليق المناورات الكبرى، ومن المتوقع أن يبقى البلدان على تعليقهما لتلك المناورات الحربية التى تشمل الآلاف من القوات البرية والبحرية والجوية وقوات العمليات الخاصة.
ولطالما رأت كوريا الشمالية تلك المناورات أمرار استفزازيا، فأعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب العام الماضى تعليقها فى إطار اتباعه طريق للمفاوضات النووية مع الزعيم الكورى الشمالية كيم يونج أون، وذلك دون أن يستشير البنتاجون، ما أدى إلى خلاف انتهى باستقالة وزير الدفاع الأمريكى آنذاك جيمس ماتيس.
وأشار ت الصحيفة إلى أن قرار الاستمرار فى تقديم هذا التنازل يأتى بالرغم من التجارب الصاروخية التى أجرتها بيونج يانج الشهر الماضي، ووسط تقارير غير مؤكدة أفادت بأن كوريا الشمالية أعدمت مبعوثها الخاص لشؤون الولايات المتحدة بتهم تتعلق بالتجسس، إلى جانب آخرين من كبار مفاوضى البلاد فى المفاوضات النووية عقب انهيار القمة الثانية التى جمعته بترامب فى العاصمة الفيتنامية هانوى نهاية فبراير الماضي.
وبرغم فشل الاجتماع الذى انتهى دون اتفاق حول إمكانية وكيفية إنهاء برنامج الأسلحة النووى الخاص ببيونج يانج، قال مسؤولو الدفاع أن البنتاجون سيعلق مجددا مناورتين عسكريتين مشتركتين كبيرتين كان من المقرر إجراؤهما خلال الربيع الجاري، وذلك بهدف الحفاظ على الهدنة التى أقامها ترامب مع كيم.
ولفتت الصحيفة إلى أن مسؤولى الدفاع الأمريكيين يحذرون من أن تعليق المانورات يمكن أن يعيق الجاهزية، لذا فإن شانهان يبدو كمن يمشى على حبل مشدود محاولا إرضاء رئيسه الذى انتهج نهجا أكثر لطفا نحو كيم العام الماضي، بينما يطمئن وفى الوقت نفسه القادة العسكريين بأنه سيكون لديهم الأدوات التى يحتاجونها للحفاظ على جاهزية قواتهم.