ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم السبت، أن البحرية الأمريكية اتهمت سفينة روسية بسلوك "غير آمن وغير مهنى" بعدما تسبب حادث وقع، يوم أمس، فى بحر الفلبين، فى تصادم وشيك بين مدمرة روسية وطراد أمريكى من فئة "يو إس إس تشانسلورزفيل".
ورأت الصحيفة (فى تعليق لها بثته على موقعها الالكترونى)، أن الجيش الأمريكى ينبغى عليه إجراء مناورات طارئة من أجل التعامل مع مثل هذه الحوادث، وأوضحت أن وسائل الإعلام الروسية أوردت أن الأسطول الروسى فى المحيط الهادئ أعلن أن السفينة الأمريكية هى التى أقدمت على مناورة خطيرة، مما أجبر المدمرة الروسية "الأدميرال فينوجرادوف" على اتخاذ إجراءات طارئة.
من جانبه، قال الكوماندور كلاى دوس، من الأسطول الأمريكى السابع، "بينما كانت السفينة تشانسيلورزفيل تستعيد مروحيتها على مسار وسرعة ثابتة، قامت السفينة الروسية بمناورة من الخلف على يمين تشانسيلورزفيل، ثم زادت سرعتها، واقتربت على مسافة غير آمنة بين 50 إلى 100 قدم".
وأضاف دوس، فى بيان، "أن هذا الإجراء غير الآمن أجبر تشانسلورزفيل على إعادة تشغيل جميع محركاتها بالكامل والقيام بمناورة لتجنب الاصطدام، ونحن نعتبر تصرفات روسيا خلال هذا التفاعل غير آمنة وغير مهنية".
وعلى النقيض، أكدت روسيا، فى بيان، "أن طراد الصواريخ الأمريكية الموجهة تشانسيلورزفيل غير فجأة مسارها ودخلت طريق المدمرة الأدميرال فينوجرادوف التى كانت تبحر على بعد 50 مترًا، وقالت روسيا، التى ذكرت أن الحادث وقع فى بحر الصين الشرقي، إن سفينتها مجبرة على القيام بإجراء مناورة طارئة وحذرت السفينة الأمريكية من "أفعال غير مقبولة".
ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الأمريكى باتريك شاناهان، قوله، خارج البنتاجون، يوم أمس "إن الولايات المتحدة تعتزم اصدار احتجاج دبلوماسى رسمى لروسيا"، وأوضحت الصحيفة، أن البنتاجون يطبق منذ يناير 2018 استراتيجية جديدة "طويلة الأجل" تعيد تركيز الجيش الأمريكى حتى يتنافس مع روسيا والصين، اللتين كانتا تقومان ببناء وتحديث جيوشهما لتحدى التفوق البحرى للولايات المتحدة الذى لم يسبق له مثيل - على حد قول الصحيفة.
ويشارك الأسطول الروسى فى المحيط الهادئ، ومقره مدينة فلاديفوستوك الساحلية الروسية، بانتظام فى مناورات بحرية مشتركة مع الصين فى مياه المحيط الهادئ. وقد انتهت التدريبات الأخيرة، التى شملت المدمر الأدميرال فينوجرادوف، فى مطلع شهر مايو الماضى والتى اُجريت بالذخيرة الحية، وتعد هذه التدريبات الثانية من نوعها التى ترسو فيها السفن الروسية فى الفلبين خلال هذا العام. ولكن لم يتضح على الفور سبب وجود الأدميرال فينوجرادوف فى بحر الفلبين بالقرب من السفينة الأمريكية، وفقًا لواشنطن بوست.
ومن المتوقع أن تقوم روسيا والفلبين – وهى حليفة قديمة للولايات المتحدة - الشهر القادم بوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق بشأن التعاون البحري، وفقا لتقارير وسائل اعلام حكومية صينية، وتابعت الصحيفة الأمريكية، "أن هذا الحادث يأتى فى الوقت الذى يشعر فيه الجيش الأمريكى بالضغط المتزايد على بحار المحيط الهادئ، حيث تعمل الصين منذ سنوات على عسكرة الجزر الاصطناعية لتأكيد نفوذها على بحر الصين الجنوبى وتوسيع دفاعاتها الجوية فوق بحر الصين الشرقي".
كما نقلت الصحيفة الأمريكية عن عالم الأبحاث والمحلل العسكرى السابق فى السى آى إيه، جيفرى إدموندز، قوله "إن ما يعد غير مألوف إلى حد ما فى حادث الأمس هو أنه لم يحدث فى أى مكان بالقرب من الحدود الروسية"، وأضاف إدموندز "أن روسيا غالباً ما تشارك فى مناورات عسكرية عدوانية عندما تقترب السفن أو الطائرات الأمريكية من حدودها أو مجال نفوذ المتوقع، وتصدر بشكل أساسى تحذيرات بالابتعاد"، مشيرا إلى أن بحر الفلبين بعيد عن روسيا، مما يجعل حادث يوم أمس غير عادى.
وتابع أنه من المحتمل أن السفينة الأمريكية كانت مجرد "هدفا سانحا" للسفينة الروسية – وهو وقع بشكل قريب يكفى لتحويل مسار السفينة الروسية، وقال إنه لا يعتقد أن السفينة الروسية قد أُرسِلت للعثور على طراد أمريكى وأداء بعض الإجراءات الخطيرة.
على نطاق أوسع، قال إدموندز، "إن هذا الإجراء هو جزء من نمط نشاط غالباً ما يفعل فيه الجيش الروسى شيئًا محفوفًا بالمخاطر لجذب انتباه الولايات المتحدة أو فرض محادثة أو الحصول على اعتراف بمدى انتشاره العالمى".
ويأتى هذا الحادث فى الوقت الذى تستضيف فيه روسيا الرئيس الصينى شى جين بينج ووفد أعمال صينى رفيع المستوى فى منتدى اقتصادى جذاب فى مدينة سان بطرسبرج الروسية.