أكد رئيس طاجيكستان إمام على رحمن، أن بلاده ترى أن مهمتها الأساسية خلال رئاستها الحالية لـ"مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة فى آسيا"، تتمثل فى المساعدة الشاملة لتعزيز الحوار البناء والتفاعل الواسع بين الدول الأعضاء من خلال الاستمرار فى تنفيذ إجراءات بناء الثقة، وكذلك دعم الازدهار والتنمية المتوازنة فى المنطقة الآسيوية بأسرها، جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها الرئيس الطاجيكى، اليوم السبت، فى افتتاح القمة الخامسة لرؤساء دول مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة فى آسيا، ووزعت سفارة طاجيكستان بالقاهرة نسخة منها.
وأضاف رحمن، أن المنطقة الآسيوية الشاسعة تواجه فى الوقت الراهن تحديات جديدة تتلاقى فيها المصائر التاريخية للشعوب بشكل وثيق فى السعى لتحقيق النمو الاقتصادى والتنمية المستدامة المشتركة والتقدم، وأوضح أن طاجيكستان تؤكد خلال رئاستها القمة على أهمية تكثيف العمل مستقبلاً لتعزيز السلام والاستقرار والأمن فى آسيا، وتعميق التعاون متعدد الأوجه، وتنفيذ تدابير بناء الثقة فى المجالات السياسية والاقتصادية والبيئية والإنسانية.
ولفت إلى أن المنطقة شهدت منذ القمة الأخيرة تغيرات ملحوظة؛ إذ لا يزال الأمن الدولى والإقليمى مهدداً بتنامى الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة العابرة للحدود وتهريب المخدرات والجريمة الإلكترونية، مؤكدا أن مواجهة هذه التهديدات تتطلب من جميع الدول الأعضاء فى المؤتمر اتخاذ إجراءات مشتركة عاجلة.
وأفاد رحمن بأن بلاده بالتعاون الوثيق مع منظمة الأمم المتحدة والشركاء الدوليين الآخرين فى العام الماضى والعام الحالى، استضافت المؤتمرين المهمين رفيعى المستوى حول تعزيز التعاون الدولى والإقليمى فى مكافحة هذه التهديدات العالمية ومصادر تمويلها، مشيرا إلى أن التصدى الفعال لهذه التحديات والتهديدات للأمن يتطلب تنفيذ مجموعة من الإجراءات لتحسين الجوانب الاجتماعية لحياة مجتمعاتنا بما فى ذلك الحد من مستوى الفقر والبطالة.
وقال إن استمرار عملية الذوبان السريع للأنهار الجليدية يؤثر سلبًا على حجم الموارد المائية فى آسيا الوسطى، التى يتشكل أكثر من 60 فى المائة منها فى أراضى طاجيكستان وهذا الأمر يخلق عقبات إضافية أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة، موضحا أن الجميع يعلم أنه فى آسيا الوسطى تمثل الموارد المائية عنصراً محورياً فى التنمية الاجتماعية والاقتصادية والانتعاش البيئى للمنطقة.
ولفت إلى أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة فى المنطقة لا يمكن إلا من خلال ترشيد استخدام الموارد المائية والحد من إهدارها والحفاظ عليها من أجل الأجيال القادمة، مشيرا إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت عام 2003 "العام الدولى للمياه العذبة"، ومنذ عام 2005 إلى عام 2015 "العقد الدولى من أجل الحياة "، وعام 2013 "العام الدولى للتعاون فى مجال المياه".
ونوه بطرح بلاده مبادرة جديدة فى ديسمبر عام 2016، أقِرت بتوافق الآراء، بشأن العقد الدولى "الماء من أجل التنمية المستدامة"، وانطلق تنفيذه رسمياً العام الماضي، مؤكدا أن التنفيذ الشامل للإجراءات العملية فى إطار العقد الجديد يهدف إلى المساهمة فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالمياه.
يُذكَّر أن قمة "مؤتمر التعاون وبناء تدابير الثقة فى آسيا"، انطلقت اليوم فى العاصمة الطاجيكية دوشنبه، وتستمر على مدى يومين، بمشاركة 27 دولة عضو، و13 مراقبا، من بينهم ممثلون عن الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية.