كشف مكتب حماية الدستور في ألمانيا، الذي يعد أعلى مؤسسة استخبارات ومكافحة تجسس في البلاد عن قيام المخابرات التركية بإدخال تطبيق خبيث من إنتاجها في هواتف محمولة من الإنتاج التركي وتزويد استخبارات أنقرة للمقيمين الأتراك في ألمانيا من عملائها بتلك الهواتف الذكية للتجسس على معارضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الأراضي الألمانية.
وجاء في تقرير نشرته الاستخبارات الألمانية عن أنشطة مكافحة التجسس والإرهاب للعام 2018 والذي صدر اليوم أن تطبيق الهواتف الذكية التجسسي قد التقطته عناصر الاستخبارات الألمانية في مدينة بادن وكذلك مدينة ويتينبيرج الواقعتان في جنوب غرب ألمانيا على الحدود مع سويسرا وفرنسا حيث يتركز غالبية الرعايا الأتراك على الأراضي الألمانية بما في ذلك المعارضين الأتراك، ويسكن في مدينتي بادن وويتينبيرج الألمانيتين نحو ثلاثة ملايين نسمة يمثل الرعايا الأتراك نسبة 15 % منهم.
وأشارت الاستخبارات الألمانية إلى أن كثافة التواجد التركي في المدينتين المذكورتين استعدى من عناصر العمل السرى في الاستخبارات الألمانية توجيه اهتمام خاص بهما بدءا من العام 2015، حيث استطاعت الاستخبارات الألمانية في منتصف العام الماضي التقاط الهواتف الذكية المزودة ببرنامج التجسس التركي وقامت بتحليل شفرته وإبلاغ المستشارية الألمانية بذلك في تقرير لم يكشف النقاب عنه في حينه لاتخاذ ما يلزم .
ونبه تقرير الاستخبارات الألمانية – الذي نشرت دورية "انتليجينس نيوز" مقاطعا منه – إلى إن تواصل عملاء المخابرات التركية مع الرعايا الأتراك من المنشقين على نظام أردوجان عبر تلك الهواتف يسمح للمخابرات التركية بالنفاذ المباشر إلى ملفات هواتف المعارضين واختراق حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وبيان أرقام من يتواصلون معهم وهو ما يمكن من مراقبتهم ومعرفة اتصالاتهم وتحركاتهم بصورة دائمة، لكن الاستخبارات الألمانية ألمحت إلى ما قد يكون أخطر من ذلك وهو احتمالية استهدافهم من الاستخبارات التركية وتصفيتهم على الأراضي الألمانية.
وذكرت الاستخبارات الألمانية، في تقرير، أن نشاط الاستخبارات التركية مكشوف تماما لرجال الاستخبارات الألمانية وان نشاط الاستخبارات و جمع المعلومات الذي يقوم به رجال المخابرات التركية يتم تحت أغطية متعددة و يستهدف شريحتين أساسيتين من الأتراك المقيمين على الأراضي الألمانية وهما عناصر حزب العمال الكردستاني وأنصار المعارض التركي – حليف أردوجان السابق – فتح الله جولن الذي يتهمه نظام أردوجان بدعم المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا في يوليو من العام 2016.
وكشفت الاستخبارات الألمانية، في تقريرها كذلك، عن أن أعضاء حزب "العدالة والتنمية" التركي الذي يتزعمه أردوجان عادة ما يتم تجنيدهم للتجسس على الأتراك الموجودين في ألمانيا، وأن جامعي المعلومات التابعين لمخابرات أردوجان عادة ما تستخدم المنظمات المدنية التابعة لحزب العدالة والتنمية في ألمانيا كغطاء على أنشطتهم التجسسية على معارضي أردوجان من المقيمين على الأراضي الألمانية.