سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على فقدان الأتراك للثقة فى نظام بلادهم القضائى بشكل غير مسبوق فى الوقت الذى يتجه فيه سكان بلدية اسطنبول غدا الأحد لاختيار رئيس بلدية فى جولة إعادة الانتخابات التى فاز بها فى الجولة الأولى، المعارضى أكرم إمام أوغلو.
وقالت الصحيفة إن الرئيس التركى صور نفسه منذ ظهوره سياسيا على أنه بطلا يدافع عن الحرية والعدالة، وبالفعل حظى بترحيب واسع النطاق بالإصلاحات القضائية التى طبقها، ولكن تغير كل ذلك بعد ما يقرب من عقدين من وجوده فى الحكم.
وأضافت "نيويورك تايمز" أن وضع القضاء في تركيا الآن يمر بأزمة حقيقة تجعل حياة الملايين من المواطنين مقيدة بإجراءات قانونية مضنية ، فى الوقت الذى تراجعت فيه ثقة الجمهور في العدالة بشكل غير مسبوق. ويقول معارضو أردوغان إن أسلوبه الاستبدادي في الإدارة فضلا عن تفشى المحسوبية داخل الحزب الحاكم يقوض الثقة والأداء، فى جميع مناحى القطاع العام فى تركيا، سواء قطاعات الاقتصاد أو التعليم أو العمل بوجه عام.
وقدمت نموذجا على ذلك بالوضع القضائى، قائلة إن محاكم البلاد ربما تكون المثال الأكثر إلحاحًا الى مدى تراجع الثقة والأداء. ويقول خبراء قانونيون إن عمليات التطهير واستنزاف العقول المستمر أفسدت القضاء ، وأصيب هؤلاء القضاة الذين ما زالوا في وظائفهم بالشلل بسبب مناخ الخوف.