يواصل مرشح حزب الشعب الجمهورى لانتخابات رئاسة بلدية إسطنبول إمام اوغلو، تقدّمه الواضح فى استطلاعات الرأى، والتى أظهرت ارتفاع الفارق بينه وبين مُنافسه مُمثّل حزب العدالة والتنمية رئيس الوزراء السابق بن على يلدريم، إلى تسع نقاط، بعد أن كان 3 نقاط فى بداية الحملة الانتخابية وفقا لموقع احوال تركية المعارض.
وبدأ التصويت فى إسطنبول، اليوم الأحد فى الساعة 8 صباحا بالتوقيت المحلى وينتهى الساعة 5 مساء؛ وسوف يتم إعلان النتائج فلا المساء.
وبعد أن خاض الرئيس التركى رجب طيّب أردوغان حملة انتخابية شرسة قبل انتخابات مارس المحلية، فى استراتيجية يعتقد كثيرون من أعضاء حزب العدالة والتنمية أنها جاءت بنتائج عكسية، ظلّ أردوغان فى البداية هادئا هذا الشهر، لكنه عاد الأسبوع الماضى إلى حملته بقوة واستهدف إمام أوغلو مباشرة وهدّده باتخاذ إجراء قانونى ضده، مما أثار تساؤلات بشأن ما إذا كان حزب العدالة والتنمية سيقبل بهزيمة ثانية.
ويعانى الاقتصاد التركى من حالة ركود وهددت الولايات المتحدة، حليفة تركيا فى حلف شمال الأطلسى، بفرض عقوبات إذا مضى أردوغان فى شراء منظومة دفاع صاروخى روسية.
وأثار قرار إعادة الانتخابات انتقادات دولية واتهامات من المعارضة بتآكل سيادة القانون. وخرج سكان فى عدد من المناطق إلى الشوارع وهم يقرعون الأوانى احتجاجا على ذلك.
وقال بعض الناخبين لرويترز إن فوز حزب العدالة والتنمية اليوم الأحد، قد يؤدى إلى احتجاجات أكبر.
وقال الصحفى والكاتب مراد يتكين: "إذا فاز إمام أوغلو مرة أخرى، فستكون هناك سلسلة من التغييرات الخطيرة فى السياسة التركية".
وتابع قائلا: "سيتم تفسير ذلك على أنه بداية تراجع لحزب العدالة والتنمية ولأردوغان أيضا"، مشيرا إلى أن الرئيس نفسه وصف الانتخابات بأنها "مسألة بقاء".
وأضاف يتكين أن فوزا ثانيا لإمام أوغلو قد يؤدي فى نهاية المطاف إلى إجراء انتخابات عامة قبل عام 2023 كما هو مقرر وتعديل وزارى وربما حتى تعديل فى السياسة الخارجية.
وشهدت الحملة الانتخابية تحوّلا عندما حثّ الزعيم الكردى المسجون عبد الله أوجلان، حزب الشعوب الديمقراطى المؤيد للأكراد على البقاء محايدا فى الانتخابات، واتهم حزب الشعوب الديمقراطى، الذى يدعم إمام أوغلو، أردوغان بمحاولة تقسيم الأكراد.
ولم يرشح حزب الشعوب عضواً منه لرئاسة بلدية إسطنبول، مؤكداً دعمه الكبير لمرشح الشعب الجمهورى ضدّ مرشح العدالة والتنمية، وذلك رغم مُحاولة الحكومة التركية الإيحاء بأنّ أوجلان طلب من الأكراد التزام الصمت والامتناع عن تأييد أيّ من المرشحين.
وعلى عكس محاولات الحكومة التركية، فقد أظهر الأكراد دعماً غير مسبوق لإمام أوغلو، ليس في تركيا وحسب بل وفى دول الجوار على الرغم بالطبع من عدم أحقيتهم بالانتخاب لكنّهم يُتابعون بترقّب بالغ نتائج الانتخابات.
حتى أنّ أكراد سوريا اعتبروا عبر وسائل التواصل الاجتماعى أن خسارة أردوغان لإسطنبول تعنى خسارته لمنطقة عفرين أيضاً التى احتلتها قواته بالتعاون مع فصائل سورية مسلحة، بينما يواصل الرئيس التركى تهديداته لغزو مناطق شرق الفرات السورى كذلك، والتى يُسيطر عليها الأكراد.
ومن المتوقع وفق آراء العديد من المحللين السياسيين أن تُرجح أصوات الأكراد حسم المعركة الانتخابية، وانتخاب أكرم إمام أوغلو مُجدّداً.