يحيى العالم يوم 22 أغسطس لأول مرة، اليوم الدولى لإحياء القائمة على أساس الدين أو المعتقد.
واعتمدت الجمعية العامة الأمم المتحدة، بموجب قرارها 296/73 فى مايو 2019، اليوم العالمى لإحياء ذكرى ضحايا أعمال العنف القائمة على أساس الدين أو المعتقد، الذى يدين بشدة أعمال العنف والإرهاب المستمرة التى تستهدف الأفراد، بمن فيهم الذين ينتمون إلى الأقليات الدينية على أساس الدين والمعتقد أو باسمهما.
وقال أنطونيو جوتيريش، الأمين العام فى رسالته بهذه المناسبة، إننا شهدنا خلال الأشهر القليلة الماضية، عددا متزايدا من الهجمات التى تشن على الجماعات والأفراد لا لشيء إلا لكونهم يعتنقون ديانة معينة أو معتقدا ما، مضيفا أن جميع الديانات الكبرى فى العالم تتبنى قيم التسامح والتعايش السلمى من منطلق الإيمان بإنسانيتنا المشتركة، ولا بد لنا أن نتصدى بالمقاومة والرفض لأولئك الذين يتذرعون بالدين زورا وبهتانا لخلق المفاهيم الخاطئة وإذكاء نيران الفرقة ونشر الخوف والكراهية، فالتنوع ثراء وقوة، وما كان قط تهديدا.
وتابع جوتيريش، إننا اليوم نحتفل للمرة الأولى على الإطلاق باليوم الدولى لإحياء ذكرى ضحايا أعمال العنف القائمة على أساس الدين أو المعتقد، نحن نؤكد مجدداً بهذه المناسبة، دعمنا الثابت لضحايا العنف القائم على أساس الدين أو المعتقد، ونبرهن عليه ببذل كل ما فى وسعنا لمنع وقوع هذه الهجمات وبالمطالبة بمحاسبة المسؤولين عنها.
وتعكف الأمم المتحدة على تكثيف عملها فى هذا المجال من خلال مبادرتين جديدتين إحداهما إستراتيجية وخطة عمل للأمم المتحدة هى الأولى من نوعها عن خطاب الكراهية، والأخرى خطة عمل لحماية المواقع الدينية، وأفضل سبيل إلى التغلب على تهديد العنف القائم على أساس الدين أو المعتقد هو إعلاء أصواتنا متحدة لنصرة الحق، ومواجهة خطاب الكراهية بخطاب السلام، واحتضان التنوع وحماية حقوق الإنسان.
وأكد ضرورة أن يكثف العالم جهوده بغية القضاء على معاداة السامية وكراهية المسلمين واضطهاد المسيحيين وغيرهم من معتنقى الديانات الأخرى، ومحو جميع أشكال العنصرية وكراهية الأجانب والتمييز والتحريض على العنف.
وتتنوع انتهاكات الحريات الدينية اليوم وتأخذ أشكالا مختلفة فى مناطق مختلفة ، وتوصل تقرير المركز الأوروبى لمراقبة العنصرية وكراهية الأجانب (EUMC) بشأن وضع المسلمين فى الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبى إلى أن (الكثير من المسلمين الأوروبيين يعانون من العنصرية فى العمل والتعليم والإسكان؛ بغض النظر عن أصلهم العرقى أو موقفهم تجاه الدين، ويمكن إرجاع التمييز العنصرى ضد المسلمين إلى مواقف التخوف من الإسلام إلى جانب الكراهية العرقية؛ لأن تلك العوامل تتداخل مع بعضها فى أحيان كثيرة.
أما من أخطر القضايا التى تواجه العالم الأن وهى مشكلة أقلية مسلمى الروهينجا فى ميانمار على مرآى ومسمع من الجميع ودون أن يتحرك أحد . فقد فر من ميانمار نحو مليون شخص من أقلية الروهينجا العرقية وأغلبها من المسلمين، بسبب أعمال العنف والاضطهاد الموجهة ضدهم منذ 25 أغسطس من العام الماضي. وعبر اللاجئون الحدود إلى بنغلاديش ملتمسين الأمان فيها.
ومن هذا المنطلق، باتت حماية الحريات الدينية قضية ملحة فى السنوات الأخيرة، نظرا لأن السبب الرئيسى للكثير من النزاعات المأساوية فى أنحاء متفرقة من العالم يعود إلى عدم التسامح والاضطهاد الديني، وما يتصل بذلك من تعصب عرقى وعنصرية وكراهية فئات محددة من الناس. وتتجلى مسألة الاضطهاد الدينى فى النزاعات الحالية بين من يؤمن بالدين ومن لا يؤمن به، وبين الديانات التقليدية والديانات "الجديدة" فى الدول المتعددة الديانات، أو بين دول ذات دين رسمى أو مفضل وأفراد وجماعات لا ينتمون إلى هذا الدين.