فى يوم 26 أغسطس سنة 1883، كان الإنسان على موعد مع كارثة طبيعية كبرى، حيث أعلن بركان جزيرة كراكاتوا فى جزر الهند الشرقية والواقع فى إندونيسيا حاليا، ثورته المدمرة.
يقول المؤرخون أن البركان انفجر وكانت النتيجة أن تطايرت أجزاء كاملة من الجزيرة التى كانت مساحتها تبلغ 18 ميلاً مربعاً، وارتفع المتبقى منها من 91 متراً إلى 4250 متراً فوق البحر كل ذلك قبل الانفجار، وبعد الانفجار صارت هناك فجوة وصلت إلى أكثر من 300 متراً تحت سطح البحر، أما أعمدة الحجارة والغبار والرماد فارتفعت إلى ارتفاع 17 ميلاً فى الفضاء، وتحول المكان إلى حالة من الظلام الدامس غطى أكثر من 150 ميلاً، وصل ارتفاع الأمواج إلى 15 متراً، ودمر 163 دولة ما أدى إلى وفاة 36,000 شخص.
لم تكن تأثيرات البركان بيئية فقط، بل وجيولوجية أيضاً، فمع تصاعد الغبار البركانى لأكثر من 80 كيلومتراً فى الغلاف الجوي، تسبب الانفجار الذى دام ليومين فى شتاء بركانى دام 5 سنوات، كما تغيرت ملامح الجزر المحيطة بالبركان، حيث كان للجزيرة 3 براكين أخرى هى بيربواتان ودانان اللذان دُمرا أثناء الثوران، وراكاتا الذى دُمِّر نحو نصفه، بينما ظل نصفه الناجى فوق مستوى سطح البحر.