62 عاما، مرت على نجاح علماء الاتحاد السوفيتى، فى إطلاق أول صاروخ عابر للقارات فى العالم من مطار بايكونور الفضائى، لينجحوا فى ذلك فى تحقيق قفزة دفاعية وفضائية لم يشهدها العالم من قبل.
ووفقا لـRT، فإن ظهور هذا الصاروخ الذى تم إطلاقه يوم 26 أغسطس عام 1957 فى الاتحاد السوفيتى، قد أتاح لموسكو ردع الولايات المتحدة، التى أصبحت منذ ذلك الوقت هدفا لمرمى النيران السوفيتية بعد أن كانت على ثقة تامة باستحالة بلوغ أراضيها إذا ما ضربت هى أولا.
إطلاق الصاروخ العابر للقارات، جاء نتاجا لعمل دءوب عمل عليه آلاف العلماء والمهندسين والفنيين واستمر لعقد كامل من الزمن، وكان فاتحة لتصنيع وإطلاق صواريخ "فوستوك"، "فوسخود"، "مولنيا" و"سويوز" بأنواعه الذى يعمل اليوم كحافلة ركاب بين الأرض ومحطة الفضاء الدولية تنقل الرواد منها وإليها جيئة وذهابا.
كما فتح هذا الصاروخ، الذى أطلق عليه لضرورات السرية آنذاك "الصاروخ 7"، الباب أمام الاتحاد السوفيتى والعالم لإطلاق أول قمر اصطناعى عرفت الإنسانية فى أوقات لاحقة أهميته فى تمهيد الطريق أمام وسائل الاتصال والتوجه والملاحة الحديثة.
وتكمن أهمية "الصاروخ 7" بالنسبة إلى موسكو، فى ضرورة كسر تأخر الاتحاد السوفيتى عن الولايات المتحدة فى السباق النووى، الذى احتدم بين الدول المنتصرة فى الحرب العالمية الثانية، وفى أن الخطر الوحيد الذى كان يتهدد أمن الاتحاد السوفيتى فى تلك الحقبة، هو البرنامج الصاروخى النووى الأمريكى.
وأشارت RT، فى مطلع الأربعينيات من القرن الماضى، حصلت واشنطن على القنبلة الذرية، واستطاعت تصنيع القاذفات الاستراتيجية القادرة على حمل القنابل الذرية وقطع المحيط بها وبلوغ أجواء الأعداء والخصوم.
فى هذه الحقبة الزمنية، وإدراكا منها لحجم الخطر الأمريكى، جندت موسكو علماءها وصناعاتها للحصول فى أسرع وقت ممكن على واسطة إيصال القنبلة الذرية إلى الولايات المتحدة، ريثما ينتهى العلماء السوفيت من تصنيع القاذفات الاستراتيجية القادرة على ذلك.
من ثمار "الصاروخ 7" الدفاعية، صاروخ "فويفودا" الروسى القادر على قطع 11 ألف كم، وحمل 10 رؤوس نووية يؤدى انفجار الرأس الواحدة منها إلى مقتل 500 ألف شخص، وإصابة 800 ألف آخرين، ومحو مدينة كبيرة بأكملها عن وجه البسيطة.
استخدامات "الصاروخ 7" المدنية، بدأت منذ أكتوبر 1957، حيث حمل إلى المدار أول قمر صناعى ترسله البشرية، بعد يوم على أول خروج ناجح لأول مخلوق يغزو الفضاء ويعود حيا، وهو الكلبة لايكا.
أما فتح الإنسانية العظيم الذى حققه "الصاروخ 7" بنسخته "فوستوك"، فقد تمثل فى حمل مركبة رائد الأرض الأول يورى غاغارين إلى الفضاء، والعودة بها ليعبّد بذلك الطيار الروسى جاجارين طريق الإنسانية نحو النجوم والممتدة من الأرض إلى المجرة.