تلقت القوات الروسية هزيمة قاسية على يد الجيش الألمانى، فى معركة تاننبرج عام 1914، خلال الحرب العالمية الاولى، حيث دمّر الجيش الروسى الثانى بشكل شبه كامل، وبسبب هذه النهاية التعيسة للمعركة، أقدم أحد أبرز القادة العسكريين الروس على الانتحار تجنباً لعار الهزيمة.
يعتبر ألكسندر سامسونوف، أحد أبرز القادة العسكريين الروس،خلال الحرب العالمية الأولى، لمسيرته العسكرية المليئة بالإنجازات، حيث شارك في الحرب الروسية – العثمانية ما بين عامي 1877 و1878 والتي انتهت بانتصار الروس، وخسارة العثمانيين لمزيد من أراضيهم عقب توقيع معاهدتى سان ستيفانو وبرلين.
وما بين عامى 1899 و1901، شارك ضمن القوات الروسية إلى جانب قوات التحالف في قمع ثورة الملاكمين بالصين. كما تميز خلال الحرب الروسية – اليابانية ما بين عامي 1904 و1905 ليكسب شعبية لدى القيادة العسكرية الروسية بفضل نشاطه وخبرته ليعين إثر ذلك كقائد لفرقة فرسان سيبريا الروسية الأولى.
وفي حدود عام 1906، عيّن سامسونوف كمسؤول عسكري على إقليم وارسو ببولندا، وذلك قبل أن يتم نقله عام 1909 عقب ترقيته إلى منصب حاكم عام على إقليم تركستان الروسي وقائد لفرقة قوزاق ساميرتشى.
وتولى سامسونوف، فى بداية الحرب العالمية الأولى قيادة الجيش الإمبراطورى الروسى الثانى خلال ما عرف بعملية غزو بروسيا الشرقية، وقد مثلت هذه العملية العسكرية أبرز تحد في حياته، وأدى فشل في التنسيق بين قواته العاملة ضمن الجيش الإمبراطورى الثانى وقوات الجيش الإمبراطورى الأول، التي كانت تحت قيادة الجنرال الروسى، بول فون رينينكامبف، مما أدى إلى حصار الجيش الثانى من القوات الألمانية، وفشل الروس فى التراجع تسبب فى كارثة عسكرية، حيث تمكن 10 ألاف جندى من أصل 150 ألف من النجاة.
وأمام هذه الهزيمة العسكرية المذلة وارتفاع عدد الخسائر البشرية، قرر سامسونوف تحمل المسؤولية أمام القيصر الروسي نيقولا الثاني ووضع حد لحياته يوم 30 أغسطس 1914 عن طريق إطلاق النار على نفسه عند مستوى الرأس باستخدام مسدسه، وتمكن الجيش الألماني من انتشال جثة سامسونوف قبل أن يوافق على إعادتها إلى عائلته لدفنها بروسيا عام 1916 عقب جهود قادتها أرملته.