الجنرال محمد ضياء الحق هو الجنرال الذى طبق الأحكام العرفية للمرة الثالثة فى تاريخ باكستان القصير، وهو الابن الثانى لمحمد أكرم المعلم فى الجيش.
وكانت حياة ضياء الحق السياسية حافلة على مدار 12 عاما بدأها رئيسا لأركان الجيش فى عهد ذو الفقار على بوتو ثم انقلب عليه وأخذ بزمام السلطة فى البلاد وأعطى نفسه صلاحيات كثيرة كانت سببا فى إضعاف موقفه أمام الشعب، ثم وافاه الأجل عندما تحطمت طائرة كانت تقله مع عدد من العسكريين الباكستانيين البارزين.
وبتقاعد فضل الإلهى تقلد ضياء الحق كذلك منصب رئيس باكستان فى 16 سبتمبر 1978، وفى غياب وجود برلمان للبلاد قرر ضياء الحق إنشاء نظام بديل.
فقد قدم مجلس الشورى عام 1980، وكان معظم أعضاء المجلس من المفكرين وعلماء الدين والصحفيين والاقتصاديين والمهنيين من مجالات الحياة المختلفة.
وتتلخص مهمة المجلس فى أنه يمثل لجنة مستشارين للرئيس. ولم تكن فكرة هذه المؤسسة بالفكرة السيئة، لكن المشكلة الرئيسية كانت تكمن فى أن جميع أعضاء مجلس الشورى البالغ عددهم 284 عضوا يتم تعيينهم من قبل الرئيس ولذا لم يكن هناك مجال للتعددية فى الآراء.
وفى أواسط الثمانينيات قرر ضياء الحق الوفاء بوعده لإجراء انتخابات فى البلاد، ولكن قبل تسليمه السلطة لممثلى الشعب قرر تأمين منصبه.
وأجرى استفتاء فى ديسمبر 1985 ومنحت الجماهير خيار انتخاب أو رفض الجنرال بصفته الرئيس المرتقب لباكستان، وحسب النتائج الرسمية صوت ما يزيد على 95% لصالح ضياء الحق وتم انتخابه رئيسا للبلاد للسنوات الخمس التالية. وبعد انتخابه رئيسا قرر ضياء الحق إجراء انتخابات فى مارس 1985 على أساس غير حزبي، وقررت معظم الأحزاب السياسية مقاطعة الانتخابات، لكن نتائج الانتخابات بينت أن كثيرا من الذين نجحوا كانوا ينتمون إلى حزب أو آخر.