"الفساد لا دين له" ، مقولة صحيحة تنطبق على أشخاص في مختلف دول العالم، ولكن أن يجمع مسؤول محلي أموالا تجعله بين أثرى أثرياء العالم، دون حتى أن يظهر عليه ذلك، سوى شبهات، فهذا أمر غريب بحق.
في الصين، يبدو أن مسؤولا محليا في الحزب الشيوعي، عضوا في لجان الأحزاب المحلية والبلدية مطالب بتفسير جدي بعد أن عثر المحققون على "أكوام" من الذهب في منزله في مدينة هايكو، عاصمة مقاطعة هاينان.
وعندما يقال "أكوام" فليس في الأمر مبالغة، إذ تقدر كمية سبائك الذهب التي عثر عليها في منزل سكرتير لجنة الحزب الشيوعي في هايكو، تشانج تشي، بحوالي 13.5 طنا، وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ليس هذا فحسب، بل عثر في منزله أيضا على أموال من العملة المحلية تقدر قيمتها بحوالي 37 مليار دولار (268 مليار يوان)، ما يجعله أغنى وأثرى من جاك ما، الذي يعد أغنى رجل في الصين، وفقا لفوربس.
وبحسب تقارير محلية، عثر في منزل تشانج، الذي يوازي منصبه في الحزب منصب عمدة هايكو، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 9 ملايين نسمة، على دليل لمجموعة ضخمة من العقارات الفخمة التي يعتقد أنها مملوكة له.
ووفقا للتقارير وللجنة التأديبية، فإن تشانج تشى، الذي يبلغ من العمر 58 عاما، جرد من مناصبه وهو يخضع حاليا لمراجعة تأديبية ويجري التحقيق معه بشأن الكنوز التي عثر عليها في "قلعته"، أو ربما يمكن القول في "مغارته".
وأظهرت لقطات فيديو نشرت على موقع تويتر شخصا وهو يقوم بعملية جرد لكميات الذهب فيما يعتقد أنها إحدى غرف منزل تشانج الفخم، بينما تم فرض رقابة على المقطع والأخبار ذات الصلة في الصين.
يشار إلى أنه يمكن أن يواجه المسؤولون المدانون بارتكاب "جرائم اقتصادية"، أو الفساد، عقوبة الإعدام في الصين، بينما كان الرئيس الصيني شي جينبينغ أطلق حملة صارمة لمكافحة الفساد، منذ توليه منصبه في عام 2012.
وكانت هيئة الرقابة على الفساد في الصين قالت، في بيان صدر يوم 6 سبتمبر، إن تشانج كان موضع شك في أنه انتهك القانون والانضباط بشكل خطير، وأنه بات قيد التفتيش والتحقيق من قبل السلطة.
ومن المعلومات الواردة، فقد ولد تشانغ في مقاطعة آنهوي بشرق الصين وانضم إلى الحزب الشيوعي في عام 1983، وقبل صعوده إلى السلطة في هايكو، شغل منصب نائب رئيس بلدية مدينة سانيا ،ورئيس بلدية دانتشو، وهما مدينتان في مقاطعة هاينان.
ووفقا لوسائل الإعلام الصينية، فإن تشانج هو المسؤول الكبير السابع عشر الذي يتم التحقيق معه بتهمة الفساد في الصين منذ بداية العام الجاري.