المحطات الفارقة فى حياة وزير دفاع إسرائيل وقت حرب 1973 ، موشيه دايان، عديدة، إلا أن فى مقدمتها بالطبع يأتى فقدانه للعين اليسرى والذى وقع حادثها على الاراضى السورية وتحديدا فى مطلع يونيو عام 1941، فى منطقة الإسكندرونة، عندما طًلب منه قيادة سريته والإنضمام للقوات البريطانية لمواجهة القوات الفرنسية، وتم تبادل إطلاق النارليفقد خلالها عينه.
ومن المحطات التى مثل فيها "دايان" فارقا فى الجيش الإسرائيلى نجاحه مع شمعون بيريز بعد حرب عام 1948، بإجراء صفقات أسلحة كبيرة مع فرنسا في تلك الفترة، وقاد بنفسه الاتصالات التي تمت بين إسرائيل وكل من بريطانيا وفرنسا وكان الموجه الفعلي لها خاصة في النواحي العسكرية.
وفى عام 1956، قاد "دايان" القوات الإسرائيلية المهاجمة لأرض الفيروز فى شبة جزيرة سيناء، ضمن قوات العدوان الثلاثى، ليكتسب مقعدا وسط الدمويين ومجرمى الحروب فى التاريخ الحديث.
انتهت حرب العدوان الثلاثى بانسحاب القوات البريطانية والفرنسية، وانسحاب إسرائيل عام 1957 من المناطق التي احتلتها، ومن قطاع غزة كذلك، اضافة إلى وضع قوات طوارئ دولية على الحدود المشتركة بين مصر وإسرائيل.
موشيه دايان كان من بين المعارضين لانسحاب اسرائيل من المناطق التي احتلتها، لكنه اضطر لقبول قرار الحكومة، وبعد اتمام الانسحاب الإسرائيلي، خرج في اجازة طويلة قضاها متنقلاً بين دول كثيرة، وفي 29 يناير 1958 انهى مهامه في قيادة اركان الجيش، وحل محله في المنصب حاييم لسكوف.
بعد فشل "دايان" في حرب اكتوبر 1973، لم يتم يكن فى التشكيلة الوزارية الجديدة بقيادة اسحاق رابين، وهي الحكومة التي شكلت في 1974 بعد استقالة غولدا مئير.
في انتخابات عام 1977 أصبح "دايان" عضوا بالكنيست، قبل انشقاقه بعد الانتخابات عن حزب العمل، وانضم لحزب صغير يدعى "تيلم"، وقبل اشغال وزارة الخارجية في حكومة مناحم بيجن، وبعد عام واحد من توليه المنصب الجديد دخل في مفاوضات مباشرة مع إدارة الرئيس المصرى الراحل محمد أنور السادات في كامب ديفد انتهت بالتوقيع على أول اتفاقية للسلام بين إسرائيل ودولة عربية عام 1979.
قدم "دايان" استقالته فى أكتوبر 1979 في اعقاب خلافات استراتيجية مع بيجن حول مصير المناطق المحتلة وتطبيق الاتفاق مع مصر، حيث لم يكن معنيًا بسيادة إسرائيل على المناطق المحتلة.