تعد أزمة كتالونيا والرغبة فى الانفصال عن إسبانيا من أكبر الأزمات التى تواجه البلد الأوروبى منذ عقود، وقام الإقليم بالعديد من المحاولات للاستقلال، وأعلن فى 27 أكتوبر 2017 الانفصال عن إسبانيا من جانب واحد كمجهورية مستقلة.
منذ عام 2015، وبحيازة القوى المؤيدة للانفصال عن إسبانيا الأغلبية فى برلمان كتالونيا؛ عاد الزخم للحديث عن استقلال الإقليم ليأخذ بعدًا جديدًا يتجاوز حالة التعبئة التقليدية غير الرسمية التى جرت في السنوات السابقة، بتحرك الحكومة المحلية للإقليم نحو اتخاذ إجراءات سياسية فعلية فى سبيل تحقيق هذا الهدف، كان أبرزها إعلان البرلمان الكتالونى فى 27 أكتوبر 2017 انفصال الإقليم عن إسبانيا.
وأيد 70 نائبا فى برلمان كتالونيا إعلان الانفصال فى 2017 بينما عارضه 10، مع امتناع شخصين،ثم أقرت الحكومى الإسبانية برئاسة ماريانو راخوى بتفعيل المادة 155 من الدستور، المعلقة للحكم الذاتى لكتالونيا، كما أنها اعتقلت القادة الكتالونين، باستثناء رئيس كتالونيا السابق كارليس بوديجمونت الذى هرب إلى بلجيكا، وقامت بحل البرلمان الكتالونى، واعلنت انتخابات مبكرة.
ما هى أسباب فشل الاستفتاء؟
يوجد ثلاث أسباب أدت إلى فشل الاستفتاء الذى جرى فى 2017، وأولهم أهمية إقليم كتالونيا بالنسبة لإسبانيا، حيث أن هذا الإقليم يساهم فى 20 % من الناتج المحلى الإسبانى، ويضم أكثر من 20.7% من الاستثمارات الخارجية لإسبانيا، وهو ما يجعله منطقة حيوية هامة بالنسبة لحكومة مدريد.
أما السبب الثانى، فهو الانقسامات الداخلية، حيث ينقسم الشعب الكتالونى بين مؤيد ومعارض للانفصال، فهناك من يرى أن انفصال كتالونيا عن إسبانيا سيؤدى بطبيعة الحال إلى حالة من عدم الاستقرار وسيكون هناك تداعيات اقتصادية سلبية، كما أن كتالونيا سيخرج من الاتحاد الأوروبى .
والسبب الثالث يكمن فى معارضة القوى الغربية وتهديدات بخروج الإقليم من الاتحاد الأوروبى، فقد تعرض استفتاء كتالونيا 2017 للعديد من الانتقادات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى، فكانت هناك مخاوف من أن يستثير انفصال كتالونيا نوازع انفصالية مماثلة فى مناطق آخرى من أوروبا التى تشهد صعودا قوميا مقلقا خلال السنوات الأخيرة.