يتوافق، اليوم الاثنين، مع ذكرى تأسيس تمثال الحرية، والذى يرجع تاريخه إلى عام 1886، حيث جاء كهدية من فرنسا إلى الولايات المتحدة، لتضعه الأخيرة فى ندخل ميناء "ليبرتى لاند"، أو أرض الحرية بمدينة نيويورك.
التمثال الأشهر فى العالم، يظهر فى صورة سيدة ترتدى "روب"، بينما تحمل فى يدها شعلة الحرية، ويدها الأخرى مجسم لكتاب مكتوب عليه تاريخ الاستقلال الأمريكى، وهو 4 يوليو 1776.
لماذا وضع تمثال الحرية فى موقعه الحالى؟
التمثال وضع عند مدخل ميناء "أرض الحرية"، كإشارة للترحيب بالمهاجرين القادمين من كافة أنحاء العالم، بعد معاناتهم من الاضطهاد فى بلادهم.
إلا أن الموقف الحالى الذى تتبناه الإدارة الأمريكية من مسألة الهجرة ربما تقوض القيمة الرمزية لتمثال الحرية، والذى طالما كان يمثل إشارة إلى قبول أمريكا لكل البشر باختلاف أجناسهم، وأديانهم، وألوانهم وانتماءاتهم، فى ظل رفض الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لاستقبال المهاجرين غير الشرعيين، وهو ما دفع إلى العديد من الحملات التى استهدفته باعتباره مناهضا للمبادئ التاريخية التى أرستها واشنطن منذ عقود طويلة من الزمن.
ولعل قضية الجدار العازل الذى تعكف الولايات المتحدة على بناءه، على الحدود مع المكسيك، يمثل إشارة على التوجه الجديد، ليصبح هو الأخر رمزا جديدا على الموقف الأمريكى الجديد المناوئ لاستقبال المهاجرين، على خلفية الزيادة الكبيرة فى معدلات الجرائم المرتكبة فى البلاد، ودواعى التهديدات الأمنية مع تفاقم ظاهرة الإرهاب.
وهنا يصبح تمثال الحرية، بعد 133 عام من تأسيسه، فى مواجهة رمزية مع جدار ترامب العازل، ويبقى التساؤل فى النهاية عما إذا كانت واشنطن سوف تنتصر لمبادئها القديمة أم لأمنها وحماية مواطنيها.