باتت العاصمة الزيمبابوية هرارى، بعد حرمانها من الكهرباء، مهددة بنقص شديد في مياه الشرب بسبب مشكلات مالية تواجهها المحطة الوحيدة لمعالجة المياه هناك، فيما يعد أحد تداعيات الأزمة الاقتصادية التى ضربت البلاد مؤخرا، فقد توقفت المحطة عن توزيع المياه تماما بسبب عدم استيراد المواد الكيماوية الخاصة بمعالجة المياه بسبب نقص احتياطى البلاد من الدولار.
وكان اينوك موباماوندى عمدة العاصمة الزيمبابوية قد تعهد باستغلال احتياطى البلاد من المواد الكيماوية الخاصة بمعالجة مياه الشرب من أجل عودة المياه.
ولجأ عدد كبير من المواطنين خاصة في شرق العاصمة هرارى إلى مياه الآبار وسط ظروف صحية سيئة بسبب انتشار وباء الكوليرا الذى أودى بحياة ما يقرب من خمسين شخص فى البلاد خلال العام الماضى.
وكان عمدة هرارى قد أكد أنه يتم إهدار ما يقرب من 55% من المياه الصالحة للشرب لدى مرورها في أنابيب المياه الواصلة للمنازل بسبب تهالكها، لافتا إلى أن احتياطي البلاد من المواد الكيماوية المستخدمة في معالجة مياه الشرب تكفي لمد البلاد بمياه معالجة لمدة سبعة أيام فقط بلا انقطاع، موضحا أن بلاده بصدد الحصول على المزيد من هذه المواد الكيماوية من جنوب أفريقيا خلال الفترة القادمة.
يذكر أن زيمبابوى غارقة منذ ما يقرب من 20 عاما في أزمة اقتصادية طاحنة، حيث أدت عوامل عدة منها مثل التضخم المفرط وزيادة معدلات البطالة وانخفاض قيمة العملة المحلية إلى انهيار الدولة من الناحية الاقتصادية.. وتفتقر زيمبابوى إلى كل شيء تقريبا من الوقود إلى طحين الخبز مرورا بالكهرباء والعملة الصعبة، حتى أن الخدمات العامة الرئيسية، مثل توزيع المياه، لم تنج من هذه الكارثة.
ومن شواهد هذه الأزمة الاقتصادية في زيمبابوى أن محطة "مورتون جافارى"، وهي محطة المياه الوحيدة في البلاد وتمد نحو 4,5 مليون مواطن في هرارى بالمياه، دائما ما تكون عرضة للأعطال، الأمر الذى يؤدى في نهاية المطاف إلى حرمان العاصمة من المياه الصالحة للشرب بشكل دوري.