حكمت المحكمة العليا فى الهند، اليوم السبت، لصالح جماعة هندوسية، فى معركة قانونية طويلة الأمد على موقع دينى يعود تاريخه لقرون ويطالب به المسلمون أيضا، وهو حكم ربما يثير توترا بين الطائفتين.
ويمهد الحكم الطريق أمام إنشاء معبد هندوسى بالمكان الواقع فى بلدة أيوديا الشمالية، وهو اقتراح يؤيده منذ فترة الحزب الهندوسى الحاكم الذى ينتمى إليه رئيس الوزراء ناريندرا مودى.
وناشد مودى المواطنين الحفاظ على السلام، وقال إن قرار المحكمة يجب ألا يُنظر إليه باعتباره نصرا أو هزيمة لأحد.
وأصدرت هيئة المحكمة المؤلفة من خمسة قضاة يرأسهم رانجان جوجوى حكما بالإجماع بتسليم قطعة الأرض التى تقع على 2.77 فدان إلى إحدى الجماعات الهندوسية التى كانت تطالب بها.
وقال القاضى إنه ينبغى بناء معبد على الأرض المتنازع عليها من خلال إنشاء صندوق يقع تحت تصرف الحكومة المركزية.
ومنذ أكثر من سبعة عقود يسعى الهندوس اليمينيون لبناء معبد على الموقع الذى يعتقدون أنه مهد اللورد رام الذى تجسد فيه الإله الهندوسى فيشنو، وهم يقولون إن الموقع مقدس لدى الهندوس منذ فترة أبعد كثيرا من مسجد بابرى الذى أقامه المغول المسلمون هناك عام 1528.
وهدم حشد هندوسى المسجد عام 1992 مما أثار أحداث شغب راح فيها حوالى 2000 شخص معظمهم مسلمون، كما أثار سلسلة معارك قضائية بين جماعات عديدة تطالب بأحقيتها فى الموقع، ويخضع المكان منذ ذلك الحين لحراسة مشددة.
وقبل النطق بالحكم تم تشديد الأمن فى أيوديا وفى مختلف أرجاء الهند وبخاصة المدن التى شهدت عنفا طائفيا من قبل، وفرضت قيود على التجمعات فى بعض المناطق وتراقب الشرطة وسائل التواصل الاجتماعى لمنع أى شائعات من شأنها أن تؤجج التوتر بين الطائفتين، فيما توقفت خدمات الإنترنت فى بعض المدن لمنع انتشار الشائعات.
كانت منظمة راشتريا سوايامسيفاك سانغ، التى انبثق منها حزب مودى، قررت منع أى إجراءات احتفالية إن جاء الحكم لصالح الهندوس، تجنبا لإثارة أى عنف طائفى، بينما وجهت منظمات إسلامية دعوات بالتحلى بالهدوء درءً لاحتدام أى عنف طائفى.