تحت عنوان: «مسيرات الموت.. مذكرات إحدى الناجيات»، فضحت إحدى الناجيات من مذابح العثمانيين بحق الأرمن وتدعى «سيربوهى هوفاغيان»، فى كتاب جديد، التاريخ الأسود للعثمانيين.
وبحسب تقرير لصحيفة عكاظ السعودية، قد عايشت المذبحة على مدار أشهر كاملة، إذ كان عمرها آنذاك 22 عاما. ورغم كل المحاولات التركية للتنصل من الجريمة التى ستظل تلاحقها أبد الدهر، عادت مذبحة الأرمن إلى الواجهة الدولية بعد صدور هذه المذكرات التى اكتشفتها حفيدة سيربوهى ونشرتها من فرنسا إلى العالم.
مأساة الأرمن هلك فيها أكثر من ثلثى السكان الذين يعيشون على الأراضى التركية بعد أن هجرتهم السلطات العثمانية قسرا نحو صحارى العراق وسورية تحت وابل من التعذيب والتجويع والانتهاك والقتل الجماعى للأطفال الذين رموا بهم فى النهر. دامت تلك المسيرات أشهرا كاملة وثقت فيها «هوفاغيان» تفاصيل مهمة عن جرائم الجيش التركى فى «كراسات» احتفظت بها سرا كمذكرات يومية، تحدثت فيها عن تفاصيل بشعة لجرائم ضد الإنسانية.
ووفقا لتقرير الصحيفة، تمكنت سيبوهى من الفرار من مسيرات الموت حاملة معها مذكراتها ولم تلتفت لها عبر السنين حتى توفيت فى أغسطس 1976 تاركة ما دونته من جرائم الإبادة العثمانية بلغة أرمينية ويونانية لم ينتبه لها أحد.
وفى عام 2014، عادت هذه القضية إلى واجهة الإعلام الفرنسى بعد أن اكتشفت الممثلة الفرنسية المعروفة آنى رومو (68 عاما) مذكرات جدتها وسط كومة من الأوراق والصور التى كاد اصفرار أوراقها أن يأتى على الكتابة الرفيعة والخط الجميل.
بدأت رومو فى تصفح الأوراق وقراءة محتواها، وأدركت أنها وقعت على كنز تاريخى يروى تفاصيل ظلت مبهمة للعالم، واستطاعت أن تشد السطور الأولى التى كتبتها جدتها بإتقان انتباهها رغم أن الزمن أتى على بعض الحروف التى بهت حبرها، لكن السرد المتسلسل للأحداث الأليمة التى خُطط لها من قبل الجيش التركى جعل هوفاغيان تكتب شهادتها بأدق التفاصيل وبلغة سلسلة وواضحة، نقلت من خلالها معاناة الأرمن من أول يوم من بدء مسيرات الموت.
كانت مذكرات الجدة موسومة بالألم والمعاناة، خصوصا أن الأتراك كانوا ينتهجون من البداية خطة الإبادة الجماعية.