نشر موقع وكالة بلومبرج تقريرا يكشف عن إجراء أجهزة الاستخبارات الأمريكية تحديثا لقدرات روسيا والصين، المتعلقة بالحرب بالفضائية.
وتجددت مخاوف القيادات العسكرية الأمريكية من تقدم كل من روسيا والصين في مجال الحرب الإلكترونية، التي تتعلق بالتشويش أو تدمير أقمار صناعية التي تدور في المدار حول الأرض.
وكان الجنرال جون هيتن، الذي يعد ثاني أعلى ضابط في الولايات المتحدة، قد طلب إعداد التقييم الجديد حول قدرات الدول الأخرى في الفضاء.
وستستخدم قيادة الفضاء في الجيش الأميركي التقييم الجديد من أجل تحديد الاستعدادات والتدريب خلال الفترة المقبلة، والتي كان أحد أهداف إنشائها المخاوف من حرب فضائية.
ورجح تقرير الوكالة أن يتضمن تقرير المراجعة السنوية للجنة الاقتصادية والأمنية الأميركية – الصينية أيضا تقييما حول هذا الموضوع.
ونشر موقع قناة الحرة أن التقرير الذي سيعلن عنه في 14 من نوفمبر ، خلص إلى أن الصين تعتبر الفضاء نقطة ضعف عسكرية واقتصادية للولايات المتحدة، وأنه يمكن وضع أنظمة وأسلحة كهرومغناطيسية في الفضاء يمكنها استهداف الأصول أو كل ما هو تابع للولايات المتحدة داخل المدار.
كما يشير إلى أن الصين ترى أنه من الصعب على واشنطن ردع بكين فيما يتعلق بالفضاء، ناهيك عن قدرات الصين بالفضاء إذ أنه لم يسقط أي قمر اصطناعي تابع لها، وهي مستمرة في اختبارا أنظمة (kinetic counterspace systems) بشكل سنوي.
ودفع تنامي المخاوف من انتقال الحروب من الأرض إلى الفضاء إلى طلب وزارة الدفاع الأميركية أكثر من 14 مليار دولار إضافية من أجل ميزانية العام 2020.
وتسيطر الولايات المتحدة على قرابة 870 قمر اصطناعي من بين 1880 أقمار اصطناعية تدور في المدار حول الأرض، وفق المفتش العام للبنتاغون.
وذكر التقرير أن أكبر المخاوف من الحرب الفضائية تبرز من عدم وجود قيود دولية تتعلق بالتسلح في الفضاء، كما لا يوجد أية قواعد دولية فعالة تحد من الاستخدامات العسكرية في المدار حول الأرض.
وكان وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، سلط الضوء على الصين، في أغسطس الماضي، باعتبارها المنافس الاستراتيجي الأول للولايات المتحدة، مع الإشارة بشكل طفيف إلى روسيا.
وشدد إسبر على أهمية إطلاق قيادة الفضاء الأميركية، وقال إن "سلاح الفضاء هو الخطوة الحاسمة التالية نحو إنشاء قوة فضائية مستقلة كخدمة مسلحة إضافية".
وعلى غرار الولايات المتحدة، تستطيع روسيا والصين تدمير الأقمار الصناعية المعادية لها باستخدام صواريخ تنطلق من الأرض، وربما أيضا عن طريق الصدامات الهندسية المتعمدة.
ويمكن للبلدان الثلاثة تطوير أشعة الليزر لتعمية الأقمار الصناعية أو إتلافها. كما أصبحت عمليات القرصنة والتشويش والمضايقة وأقمار التجسس تكتيكات مهمة بشكل متزايد في الفضاء.
إضافة إلى أن الوسائل المضادة للأقمار الصناعية قد تشل الاتصالات، خاصة وأن الفضاء يصبح أكثر فأكثر ازدحاما ومجالا للتنازع والمنافسة.
إلى ذلك أطلق حلف شمال الأطلسي خلال الأشهر الماضية استراتيجيته الأولى للفضاء بسبب مخاوف من التشويش على الأقمار الصناعية أو اختراقها أو تسليحها.
وفي أكتوبر 2017 اقترب قمر صناعي روسي من قمر صناعي فرنسي إيطالي في خطوة نددت بها باريس معتبرة إياها عملية تجسس.
كما أظهرت الولايات المتحدة والصين قدرات مماثلة، وهناك ما لا يقل عن 2000 من الأقمار الصناعية النشطة تدور حاليا حول الأرض، إلى جانب نصف مليون قطعة من الحطام، بإمكان 30 إلى 40 ألفا منها إتلاف قمر صناعي .