رصدت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية اللعنة التى تحل على مدمرة "دونالد كوك" الأمريكية كلما صادفت في البحار قاذفات "سوخوى" الروسية، حيث حاصرت المقاتلات الروسية فى ربيع عام 2014 فى مياه البحر الأسود، المدمرة نفسها وألحقت العار بها.
وقال فيكتور بارانتسيف الكاتب فى الصحيفة الروسية أن طلعات سوخوى — 24 ألحقت العار بسيرة المدمرة الأمريكية، حيث نفذت قاذفة روسية من نوع "سوخوى-24" مناورات خطيرة على مقربة منها، شكلت تهديدا كبيرا لها قرابة سواحل جمهورية القرم الروسية.
ولفت بارانتسيف النظر، إلى أن الخطر الذى أحدق بالسفينة الأمريكية، تلخص فى إعماء القاذفات الروسية راداراتها، فضلا عن التحليق فوقها بشكل مباشر، فيما عجزت أجهزة الأخيرة عن رصد القاذفة، لتبقى فريسة سائغة لو قررت "سوخوى-24" قصفها.
وذكّر بارانتسيف، أن الحادث المذكور، أسفر عن إعراب زهاء عشرين فردا من طاقم السفينة الأمريكية فى تقارير رفعوها إلى قيادتهم، عن رغبتهم فى ترك الخدمة فى البحرية الأمريكية، بعد الصدمة العصبية التى حلت بهم، وإدخال اثنين منهم المستشفى فى مدينة قسطانسا الرومانية من شدة الوجل.
سوء الطالع، كان حليف المدمرة الأمريكية للمرة الثانية على التوالى، حيث واجهت نفس النوع من الطائرات الروسية، ولكن فى مياه بحر البلطيق، إلا أن صدمة الطاقم الأمريكى هذه المرة كانت أخف من سابقتها حسب صاحب المقال، نظرا لأن القاذفة الروسية لم تشغل منظومة "خيبينى" لتعمية الرادارات المعادية كما فعلت فوق "كوك" فى مياه البحر الأسود.
وبالوقوف على الحادث الأخير، ذكر بارانيتس أن السفينة الحربية الأمريكية دخلت فى الـ11 من أبريل أحد الموانئ البولندية، وحملت منه على ظهرها مروحية بولندية في مناورات مشتركة، وأن طواقم طائرات "سوخوى-24" فى ذلك اليوم كانت تتدرب على التحليق فوق المياه الدولية فى بحر البلطيق.
وأكد بارانتسيف، أن مسار تحليق القاذفتين اللتين يشير إليهما الأمريكان فى اليوم المذكور، كان يتقاطع وفقا للخطة الموضوعة للتدريبات مع وجهة المدمرة الأمريكية التى كانت تناور على مسافة زهاء 70 كم عن المياه الإقليمية الروسية. كما أشار إلى ما صرحت به وزارة الدفاع الروسية التى شددت على أن طياريها التفّا بعيدا عن المدمرة الأمريكية حال مشاهدتهما لها دون أى انتهاك للقواعد الدولية المرعية في مثل هذه الحالات.
الجانب الأمريكى من جهته، استشاط غضبا، وأكد أن قاذفتى "سوخوى-24" حلقتا فى اليوم المذكور على مقربة من "كوك" جيئة وذهابا زهاء عشرين مرة، وعلى ارتفاع لم يزد عن 30 مترا، وعلى مسافة لا تربو عن الكيلومتر الواحد.
وذكر الأمريكان كذلك، أن الطيارين الروسيين، وفى اليوم التالى، ناورا بقاذفتيهما فى محيط السفينة الأمريكية على ارتفاعات منخفضة، إلى درجة أن تيار الهواء المندفع من مؤخرتيهما أثار موج البحر وراءهما، الأمر الذى شكل تهديدا على المدمرة الأمريكية.
بارانتسيف، تساءل فى التعليق على تصريح الجانب الأمريكى، عن مكمن المشكلة التى يهوّل لأمرها بحارة واشنطن.
وأضاف: يحق لطائرتينا التحليق فى المياه الدولية على الارتفاعات التى يراها الطيارون مناسبة، فضلا عن أنهما لم تحلقا مباشرة فوق مقدمة السفينة الأمريكية، ولم تقطعا مسار "كوك" بشكل عامودى، ناهيك عن اعتراف الأمريكان أنفسهم بأن قاذفتينا كانتا على مسافة ألف متر من سفينتهم، بلا أى انتهاك للقواعد الدولية المرعية.
وفى تفنيد مخاوف البحارة الأمريكيين، اعتبر بارانيتس أن الموج الذى أثارته القاذفتان الروسيتان، لا يقوى على قلب مدمرة بكاملها، وأن شكوى الأمريكان ليست إلا ضربا من تظلّم الأطفال، وهو ما أثار دهشة وزارة الدفاع الروسية إزاء رد الفعل الأمريكى العصبى هذا.
وأضاف: الأمريكيون ممتعضون جدا، إذ أن القاذفتين الروسيتين قد "حلقتا على مسافة قريبة جدا من سفينتهم"، وعبّروا عن تذمرهم كذلك، بنشرهم فيديو صوّر الحادث. عبارة "على مسافة قصيرة جدا"، هى عبارة مطاطة ونسبية، إذ أن المسافة القريبة قد تتراوح ما بين بضع عشرات من الأمتار والكيلومتر الكامل، ناهيك عن أن شيئا طارئا لم يحدث، باستثناء خشية المروحية البولندية الإقلاع من على ظهر "كوك" فى إطار مناوراتهما.
وفى الختام، كتب بارانيتس: حينما تقوم الطائرات الحربية الأمريكية بمناورات مشابهة على مقربة من سفننا فى مياه المحيطين الهادى والأطلسى، فإن البحارة الروس لا يجهشون بالبكاء على مسامع العالم بأسره!