أعرب محمد خاتمى، الرئيس الايرانى الإصلاحى الأسبق، عن اسفه العميق للأحداث التى شهدتها إيران الأسابيع الماضية، على خلفية اندلاع موجة احتجاجات ضد قرار رفع أسعار الوقود فى مختلف المدن الإيرانية، وأسفرت عن مقتل العشرات وجرح المئات بحسب منظمات دولية.
كما أعرب "خاتمي" الذى تولى رئاسة إيران بين عامى 1997 و2005 ، خلال لقاء جمعه يوم الثلاثاء الماضي، بعدد من النشطاء السياسيين الإيرانيين ونشر تصريحاته اليوم على موقعه، عن أسفه لمقتل إيرانيين خلال التظاهرات، مقدما التعازى فى وفاة عددًا من المواطنين على حد تعبيره، مطالبًا بالتحقيق المنصف حول الحوادث.
ودعا الزعيم الإصلاحى الإيرانى حكومة الرئيس حسن روحانى لتخفيف الضغوط عن الطبقات المحرومة فى إيران، ونادى النظام بإعادة النظر فى سياساته وتوجهاته وفتح مناخ للحوار، من أجل إصلاح العلاقة بين المجتمع والنظام الحاكم.
وكشف عن عوامل مختلفة أدت إلى الاحداث الاخيرة فى بلاده من بينها جذور الاستياء بين الإيرانيين، ورفض خاتمى قمع المحتجين، قائلا: "لا يحق لأى حكومة أن تلجأ للعنف والقمع فى مواجهة المحتجين".
وحول رفع أسعار البنزين فى إيران، قال خاتمى إنه كان يجب على المسئولين فى البلاد اتخاذ التدابير الأكثر ملائمة، مناديًا الحكومة ببذل كافة جهودها أكثر من ذى قبل لتخفيف الضغوط على الطبقات الفقيرة.
كما دعا خاتمى بإجراء تحقيقات ناجزة ومنصفة وعادلة للمعتقلين الذين تم القاء القبض عليهم خلال الاحتجاجات التى شهدتها البلاد. ويقدر عدد المعتقين بالمئات بحسب المسئولين الايرانيين.
واندلعت احتجاجات فى ايران يوم 15 نوفمبر بعد اعلان الحكومة رفع أسعار البنزين بنسبة 50٪ على الأقل. وانطلقت فى عدة بلدات فى أقاليم مختلفة قبل أن تنتشر فى نحو 100 مدينة وبلدة بالجمهورية الإسلامية وسرعان ما تحول المحتجون إلى مطالب سياسية منها تنحية كبار المسؤولين بالدولة.
وقطعت السلطات الايرانية خدمات الانترنت الاسبوع الماضى عن اغلب مدنها اثر احتجاجات وصدامات عنيفة مع الامن، قبل ان تعيده تدريجيا الخميس الماضي، وقال مرصد نتبلوكس لمراقبة انقطاع الإنترنت إن عودة الخدمة فى إيران ما زال جزئيا ويغطى نسبة 10% بالمئة فقط من البلاد.