قررت الإدارة الأمريكية تخفيض مساهماتها فى الميزانية المجمعة لحلف الناتو، وفقا لما صرح به عدد من المسئولين الأمريكيين والناتو، وتأتى هذه الخطوة وسط تساؤلات بشأن التزام ترامب بسياسات وتوجهات الحلف فى الوقت الذى يستعد فيه لحضور الذكرى الـ70 لحلف شمال الأطلسى فى لندن.
وبحسب شبكة سى إن إن الأمريكية قدمت الولايات المتحدةنحو 22% من التمويل المباشر للناتو، والذى يغطى تكلفة الحفاظ على المقر والاستثمارات الأمنية المشتركة وبعض العمليات العسكرية المشتركة وتبلغ ميزانية الناتو نحو 2.5 مليار دولار، وهى منفصلة عن ميزانيات الدفاع الوطنية التى يوصى الحلف أن تبلغ 2% من الناتج المحلى الإجمالى.
وفى تصريحات لمسئولين فى الدفاع الأمريكى للسى إن إن أعلنوا أن إدارة ترامب سعت إلى خفض مساهمتها إلى 16%، ما جعلها متوافقة مع ألمانيا، التى توفر 14.8% على الرغم من تفوق الاقتصاد الأمريكى على الألمانى.
وأضاف مسئولون أمريكيون وحلف شمال الأطلسى لـCNN إنه من المتوقع أن يعوض أعضاء الناتو الآخرون هذا النقص.
انتقد ترامب منذ فترة طويلة حلفاء الناتو، خاصة ألمانيا لعدم تحقيقها للهدف 2% من الإنفاق الدفاعى للناتو، والذى يلتزم به ثمانية فقط من 29 عضوا حاليا.
وفى نفس السياق تعهد جميع الأعضاء بالوصول إلى مستوى 2% بحلول عام 2024 لكن ليس جميعهم لديهم خطط حول كيفية للقيام بذلك، كما عززت الدول الأعضاء الإنفاق الدفاعى بشكل كبير فى السنوات الأخيرة وهو ما دعا إليه ترامب.
قال مسئولون فى حلف الناتو، ومن ضمنهم الأمين العام ينس ستولتنبرج إن ترامب كان وراء ازدياد النفقات، حيث تم إنفاق 100 مليار دولار إضافى منذ عام 2014 بالإضافة إلى التهديد الروسى المتزايد خاصة بعد سيطرة موسكو على شبة جزيرة القرم، إلى جانب عوامل أخرى ساهمت فى زيادة الإنفاق.
وقال دبلوماسى بحلف الناتو لشبكة CNN إن الصيغة الجديدة تمت الموافقة عليها هذا الأسبوع.
وصرح أحد مسئولى الدفاع الأمريكيين إن الأموال التى توفرها الولايات المتحدة ستساعد فى تمويل الجهود العسكرية والأمنية الأمريكية الأخرى فى أوروبا، بما فى ذلك برامج فى دول مثل أوكرانيا وجورجيا غير الأعضاء فى حلف الناتو، والتى ينظر إليها على أنها فى خط المواجهة مع روسيا.
ووفقا للتقرير الشبكة الأمريكية، فقد تم تحديد الميزانية المدنية بنحو 260.5 مليون دولار لعام 2019 وهي تستخدم بشكل أساسي لتمويل مقر الناتو في بلجيكا وتكاليف الإدارة.
وبالنسبة للميزانية العسكرية فهي تبلغ 1.56 مليار دولار لعام 2019، تُستخدم لتمويل بعض العمليات المشتركة ومركز القيادة الاستراتيجية لحلف الناتو بالإضافة الى التدريب والبحث.
يعد هذا جزء صغير من إجمالي الإنفاق على الدفاع من قبل الدول الأعضاء، ومن المتوقع أن يصل اجمالي إنفاق الحلف إلى أكثر من تريليون دولار في عام 2019.
هناك أيضًا ميزانية مشتركة لبرنامج حلف شمال الأطلسي للاستثمار الأمني ، والذي يغطي استثمارات كبيرة في نظام البناء والقيادة والسيطرة. تبلغ ميزانية هذا البرنامج 770 مليون دولار لعام 2019.