استنكار ودهشة حالة انتبات الشارع الإيرانى والسياسيين، بعد تصريحات للرئيس حسن روحانىتنصل فيها من مسئولية قرار رفع أسعار الوقود الأسابيع الماضية، والذى أندلعت على إثره احتجاجات عارمة راح ضحيته العشرات فى مختلف المدن الإيرانية.
وقال روحانى أمس: "أنا نفسى أدركت يوم الجمعة 15 نوفمبر أنه تم تقنين البنزين، وكنت قد خولت موضوع الوقود لكلا من وزير الداخلية والمجلس الأعلى للأمن القومى، قلت أن هذا القرار تطبيقه معكم وبالتنسيق مع هيئة الإذاعة والتلفزيون، اذهبوا وطبقوه فى أى وقت تروه مناسبا ولا تخبرونى".
وأعرب محسن رضائى الأمين العام لمجمع تشخيص مصلحة النظام والجنرال السابق بالحرس الثورى عن استغرابه ودهشته لما قاله روحانى، وكتب على حسابه اليوم على تويتر: "ابتعاد روحانى عن قبول مسئولية اختيار الوقت وكيفية تطبيق قرار رفع سعر الوقود مثير للدهشة".
إعلاميا، أظهرت الصحافة الإيرانية بنوعيها الاصلاحى والمحافظ انتقادات حادة له، وانتقدت الصحف الإصلاحية روحانى بشكل مباشر، وقالت صحيفة آرمان ملى الإصلاحية إن تصريحات روحانى أثارت موجة انتقادات كبيرة وردود أفعال شديدة من قبل النشطاء السياسيين والشخصيات الاجتماعية والشعبية، والبعض اعتبر أن تصريحاته تجاهل لمتضررى الاحتجاجات، معتبرين أن عدم معرفته بتاريخ تطبيق القرار لا ينفى مسئوليته عن تطبيق القرار.
أما صحيفة افتاب يزد، بشكل غير مباشر وبدون كتابة اسم روحانى كتبت في مانشيتها "تحدث لكن ليس بهذا الشكل" ونقلت عن المحلل السياسى والاكاديمي فياض زاهد، الذى قال أنتقد ادبيات من أسماهم "بعض المسئولين الإيرانيين" قائلا من الأفضل ألا يتحدث هؤلاء.
ويجمع المراقبين في إيران أن قرار رفع أسعار الوقود إثر على شعبية روحانى، الأمر نفسه الذى تحدثت عنه الصحف الإيرانية، وكتبت صحيفة أفكار على صدر صفحتها "شعبية روحانى أصبحت أقل من 10%".
أما صحيفة كيهان المتشددة سخرت من روحانى وكتبت على تصريحاته على صفحتها الأولى وانهتها بعلامة تعجب، قائلة: "يجب أن نسأل الرئيس روحانى كيف سيتقبل الشعب تبريرك بعدم علمك موعد القرار، بينما الجميع بدءً من المحافظين وحكام المدن وصولا بقوات الأمن وعمال محطات الوقود كانوا على علم بالقرار؟.
واندلعت احتجاجات فى ايران يوم 15 نوفمبر بعد اعلان الحكومة رفع أسعار البنزين بنسبة 50٪ على الأقل. وانطلقت فى عدة بلدات فى أقاليم مختلفة قبل أن تنتشر فى نحو 100 مدينة وبلدة بالجمهورية الإسلامية وسرعان ما تحول المحتجون إلى مطالب سياسية منها تنحية كبار المسؤولين بالدولة، اسفرت عن مقتل العشرات واعتقال المئات.