سلطت صحيفة "الاوبزرفر" البريطانية الضوء على آخر تطورات المشهد العراقى، وقالت إن البرلمان يبدأ اليوم عملية انتخاب زعيم جديد بعد استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قبل أيام، معتبرة أن خليفته سيتعين عليه التغلب على الاضطرابات الشديدة التي تنتشر في جميع أنحاء البلاد والتي دفعت قوات الأمن ضد المتظاهرين منذ ما يقرب من شهرين.
وقالت إن المخاوف تتصاعد حيال انهيار البلاد وتفككه.
وأشارت إلى مقتل ما لا يقل عن 45 مدنياً كانوا يحتجون حول مدينة الناصرية الجنوبية يوم الخميس في واحدة من أسوأ الحوادث في اندلاع الاحتجاجات الأخيرة ضد الحكومة، لافتة إلى أنه كان من المفترض أن تكون تصرفات الحكومة عبارة عن استعراض للقوة الغاشمة في أعقاب القصف بالقنابل الإيرانية في النجف يوم الأربعاء ، وهو الهجوم الذي كان أقوى تعبيرا عن المشاعر المعادية لإيران من قبل المتظاهرين العراقيين.
لكن الحملة الأمنية لم تؤجج إلا استياءً متزايدًا في وسط وجنوب العراق ، وأصبحت المواجهة بين المتظاهرين المتحدين في الشوارع والطبقة السياسية المحاصرة أكثر ترسخًا.
على المحك الآن هو ما إذا كان عراق ما بعد صدام الذي بنته الولايات المتحدة يظل قابلاً للتطبيق بعد 16 عامًا من الغزو الذي أطاح بنظام البلاد وأعاد ضبط مقاليد توازن القوى في المنطقة.
وقالت الصحيفة إنه "منذ العام 2003 اتسمت الحكومات العراقية بالنزعة الطائفية بينما حول الوزراء مؤسسات الدولة إلى إقطاعيات يعود ولاؤها الاول لجماعات سياسية محددة أكثر من الدولة نفسها".
وأوضحت الصحيفة أنه "كنتيجة لذلك شاع الفساد والمحسوبية في كل مؤسسات القطاع العام التي نهبت ثروة البلاد من النفط وتركت العراقيين بعانون الفقر ولا يجدون أي فرص عمل، وبالتالي كان التصدي لنهب القطاع العام هو المطلب الأول لحركة الاحتجاج التي بدأها شباب محرومون سرعان ما انضمت إليهم طوائف أخرى من المجتمع".