يواجه قادة الناتو المجتمعون للاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيس الحلف في لندن، تحديات متعددة بما في ذلك عدم اليقين بشأن ما قد يفعله الرئيس دونالد ترامب، وفقا لتقرير نشرته سي ان ان الامريكية.
وانتقد ترامب العام الماضي خلال الاحتفال السنوي لـقمة الناتو عدد من الأعضاء بسبب عدم إنفاقهم أكثر على الميزانية الدفاعية، واصفا ألمانيا بأنها أسيرة لروسيا في هذه النقطة.
ومع بدء حملات الانتخابات للرئاسة الأمريكية لعام 2020 ، يتعرض ترامب لكثير من الضغوطات ، حيث يواجه تحقيقات العزل في الكونجرس التي تدخل مرحلتها الثانية أمام اللجنة القضائية في الكونجرس في 4 ديسمبر وهو يصادف اليوم الثاني من اجتماعات الناتو.
ويقول مراقبو الناتو إن القلق يتمثل في أن اجتماع قادة العالم سيوفر فرصة لا تقاوم للرئيس الأمريكي ليترك سلسلة من الهجمات العنيفة على أعضاء الناتو لإشعال قاعدته في الولايات المتحدة.
وتعمل منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) على إدارة احتمال تقليص حجمها من قمة إلى اجتماع للزعماء وهو فارق يسمح للحلف بتجنب إصدار بيان رسمي قد يسبب الحرج إذا رغب ترامب في التوقيع.
وبحسب التقرير، فإن المخاوف الأساسية لإدارة المرحلة القادمة تتمثل في أسئلة أكثر عمقا حول مهمة الناتو، حيث يواجه تحديات جديدة واتهامات متعددة أيضا، حيث وصف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون التحالف بأنه "ميت اكلينيكيا" في الوقت الذي لا يمكن فيه الاعتماد على الولايات المتحدة تحت ادارة ترامب.
قالت كارين دونفريد ، رئيسة صندوق مارشال الألماني ، أن "الحلفاء يقتربون من قمة لندن بشعور بالغ الأهمية حيث قليلون يتوقعون تجمعا يوحد الاعضاء وقادة التحالف يتحملون مسؤولية توضيح الغرض المشترك لحلف الناتو وأهميته المستمرة."
وفي إشارة إلى روسيا أضافت دونفريد أنه إذا فشل قادة الناتو في تأسيس رؤية متماسكة فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيشعر بالارتياح في موسكو بسب حالة الحلف الغير مستقرة.
ووفقا لسي ان ان فقد ظهرت تحديات متعددة في الأسابيع الأخيرة من المحتمل أن تختبر وحدة التحالف هذا العام بالإضافة الى الأسئلة المتعلقة بكيفية التعامل مع روسيا والصين، وكيفية التعامل مع أفغانستان، يواجه حلف الناتو تحديا قدمته تركيا حيث قامت بشراء معدات عسكرية من روسيا وقامت بالتوغل في سوريا على نطاق واسع.
وفي نفس السياق صرح مسؤول دفاع أمريكي لشبكة CNN أن تركيا هددت بعرقلة مبادرات حلف شمال الأطلسي المقترحة للمساعدة في الدفاع عن أعضائه في أقصى الشرق مثل بولندا ودول البلطيق، وهي دول تشعر بقلق خاص بشأن العدوان الروسي.
وردا على سؤال حول الجهود التركية المبلغ عنها، قالت المتحدثة باسم الناتو أوانا لونجيسكو لشبكة سي إن إن : "التزام الناتو بسلامة وأمن جميع الحلفاء لا يتزعزع"، مشيرة إلى أن الهجوم على حليف واحد سيكون هجومًا على جميع الحلفاء.
فتح ترامب الطريق أمام تركيا للهجوم بسحب القوات فجأة بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ولكن دون سابق إنذار حلفاء الناتو الآخرين.
قدمت الولايات المتحدة حوالي 22 ٪ من التمويل المباشر لحلف الناتو، بناءً على صيغة تقاسم التكاليف المتفق عليها تبعا للدخل القومي الإجمالي لكل عضو.
وقال مسؤول بحلف الناتو لشبكة CNN: "إن حصص التكلفة المنسوبة إلى معظم الحلفاء الأوروبيين وكندا سترتفع، بينما ستنخفض الأسهم الأمريكية" بعض محاولات امريكا بتخفيض حصتها.