يشغل ملف تغير المناخ بال كافة القيادات السياسية والدينية بكافة أنحاء العالم على حد سواء، هذا إلى جانب المهتمين بالبيئة الناشطين فى هذا المجال، وفى هذا الصدد، قال الزعيم الروحى للتبت الدالاى لاما، "رعاية كوكبنا، هو مسألة رعاية وطننا.. لم يعد بإمكاننا استغلال موارد الأرض - الأشجار والماء والهواء والمعادن - دون رعاية للأجيال القادمة.. أنا أؤيد احتجاجات الشباب على تقاعس الحكومات عن التعامل مع أزمة المناخ".
وتزامنت تغريدة الزعيم البوذى الدالاى لاما، على تويتر، لدعم الاحتجاجات الشبابية ضد حكومات العالم غير المهتمة بآثار أزمة تغير المناخ على موارد الكوكب بما يهدد الأجيال القادمة، مع الهجوم الذى شنه المذيع البريطانى الشهير جيريمى كلاركسون المقدم السابق لبرنامج السيارات الشهير "Top Gear"، على الناشطة السويدية جريتا ثونبرج، التى تقود حملة تدعو فيها زعماء العالم لإنقاذ الأرض والانتباه لمخاطر التغير المناخى.
ويذكر أن المذيع البريطانى، كان قد قال إن "جريتا ثونبرج يجب أن تصمت وتعود إلى المدرسة، ويجب معالجة تغير المناخ من خلال العلم"، وصف مقدم برنامج السيارات البريطانى حملة التغيير المناخى التى تقودها الناشطة المراهقة البالغة من العمر 16 عامًا، بأنها "مجنونة وخطيرة"، أثناء حديثه فى برنامج صباحى أسترالى، وقد كان كلاركسون، البالغ من العمر 59 عامًا، يروج لآخر موسم من سلسلة Grand Tour له عندما تحدث عن المراهقة السويدية.
وأضاف جيريمى كلاركسون: "إنها مجنونة وخطيرة وتتسبب فى حرمان الأطفال من النوم ليلًا بسبب ما أسماه (حماقتها)"، مضيفًا "أعتقد أنها بحاجة إلى العودة للمدرسة والصمت"، وقد سبق أن كشف كلاركسون عن كيفية رؤيته لآثار تغير المناخ أثناء تصويره فى كمبوديا، لكنه أراد أن يتم كسب المعركة من خلال العلم، وأضاف "لا أعتقد أننى رأيت بالفعل آثار الاحتباس الحرارى.. اذهبى الآن إلى المدرسة، تعلمى العلوم وافعلى شيئًا حيال ذلك"، وذلك وفقًا لما نشرته صحيفة "ذا صن" البريطانية.
وقد ألهم إضراب "جريتا" المدرسى ملايين الطلاب لقضاء بعض الوقت خارج المدرسة للمطالبة باتخاذ إجراء بشأن تغير المناخ، فيما حذر كاتب عمود "صن" من أن كل طفل فى العالم الغربى يشعر بالرعب التام بسبب التغير المناخى منذ أن بدأت جريتا حملتها.
فيما، انتقدت جريتا، خلال خطابها النارى بالأمم المتحدة، نهاية سبتمبر الماضى، الحكومات لتفكيرها فى المال فقط، حيث قالت إن العالم كان يسير فى طريق إلى كارثة مناخية، وأضافت "الناس يعانون، الناس يموتون، النظم الإيكولوجية بأكملها تنهار، نحن فى بداية انقراض جماعى وكل ما يمكنك الحديث عنه هو المال والقصة الخيالية للنمو الاقتصادى الذى لا نهاية له.. كيف يجرؤك؟!".
واستقبل الملايين الخطاب النارى للمراهقة السويدية، حيث خرج نشطاء التغير المناخى إلى الشوارع فى احتجاجات ضخمة فى جميع أنحاء العالم، لكن آخرين كانوا أقل تأثرًا، بما فى ذلك الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى سخر منها باعتبارها فتاة شابة سعيدة للغاية تتطلع إلى مستقبل مشرق ورائع، كما حذر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، من أن موقفها الراديكالى من تغير المناخ يهدد بإحباط جيل كامل.
