قبل ساعات قليلة من بدء احتفالات عيد الميلاد، قامت ما يقرب من عشرين راقصة باليه من أوبرا باريس، وترتدين جميعًا ملابس التول والأبيض، بإجراء جزء من عرض "بحيرة البجع"، أمام حشود هائلة امام قصر جارنييه.
وقال أحد المسئولين عن العرض الفنى، ألكسندر كارنياتو: "حتى لو كنا فى إضراب، أردنا أن نقدم لحظة فنية اليوم، وعلى الرغم من الطقس البارد للغاية، أرادت الفتيات مواجهة التحدى ورافقهم الموسيقيون".
وتعرضت أوبرا باريس للإضراب لمدة خمسة عشر يومًا، الأمر الذى أدى إلى إلغاء العديد من العروض - بما فى ذلك الباليه "لو بارك" الذى كان من المقرر عرضه أمس الثلاثاء.
وقالت إلويس جوكيفيل، 23 عامًا، راقصة باليه شاركت فى العرض، لوسائل الإعلام "فننا مهدد بالانقراض"، و"تتأثر الأوبرا بأكملها" بإصلاح نظام التقاعد.
وتعد الأوبرا هى المؤسسة الثقافية الوحيدة التى تأثرت بالإصلاح الحكومى الخاص بالمعاشات، ويعد نظام الأوبرا الخاص التى هى عليه الآن قبل تطبيع القانون الجديد، أحد أقدم الأنظمة فى فرنسا، حيث يرجع تاريخه إلى عام 1698 تحت حكم لويس الرابع عشر.
هذا النظام يجعل من الممكن التنحى عن العمل فى سن 42 و يتقاضين راتبا شهريا بمقدار ألف يورو، بينما يمنح الحق المذكور فناني المسارح الفرنسية الأخرى بعد بلوغهم سن 62 عاما فقط.
ويطالب ممارسو الباليه فى فرنسا عدم تطبيق اصلاحات القانون الحجديد عليهم، ومراعاة "شدة" المهنة، ومخاطر الإصابة، وحقيقة أن غالبية الراقصين لا يكادون يستطيعون الاستمرار فى الرقص على الباليه بعد هذه المرحلة العمرية.
يذكر انه من5 ديسمبر الجارى، وتشهد فرنسا موجة من الاحتجاجات العارمة فى قطاعات الأعمال الخاصة والعامة، بسبب اجراء اصلاحات على قانون المعاشات التقاعدية والرغبة فى تحويل سن المعاش إلى 64 بدلا من 62 حاليا.