اشتبك محتجون على إصلاحات نظام التقاعد التي تعتزم الحكومة الفرنسية إدخالها مع قوات الشرطة عندما أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعات منهم في باريس اليوم السبت.وقادت نقابات عمالية فرنسية إضرابات في أنحاء البلاد منذ بداية ديسمبر الجاري رفضا لتعديلات على نظام التقاعد اقترحها الرئيس إيمانويل ماكرون مما تسبب في عدم انتظام العمل بالمدارس وحركة القطارات والسيارات مع اتساع نطاق الاحتجاجات.وانضم محتجو السترات الصفراء اليوم السبت ، لتجمع من عدة آلاف شخص كانوا يحتجون على تعديلات نظام التقاعد.وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المحتجين قرب مناطق سياحية مثل مركز بومبيدو حيث حاول بعض المحتجين وضع حواجز وإضرام النار بها وحطموا محطة حافلات.
وتخلل هذه المظاهرة اشتباكات بين الحين والآخر قبل أن يقل عدد المشاركين بها مع حلول المساء.
وأصيب جيروم رودريجيث، أحد الشخصيات المشهورة في حركة السترات الصفراء، في عينه لكن لم يتضح بعد مدى هذه الإصابة. وكان رودريجيث أصيب في العين ذاتها هذا العام.
واستمر تعطل شبكة النقل في أنحاء البلاد والعاصمة باريس مع إصرار عمال القطارات والمترو على مواصلة الضغط على ماكرون حتى يتراجع عن التعديلات التي يريد إدخالها على نظام التقاعد.
وبثت قناة (فرانس 24) - في نشرتها الناطقة باللغة الإنجليزية اليوم ، السبت، لقطات حية للتظاهرات التي تجوب شوارع البلاد، موضحة أن إجازة عيد الميلاد المجيد لم تستبعد ممارسة الاتحادات العمالية الضغط على حكومة رئيس البلاد إيمانويل ماكرون.
وأفادت القناة الإخبارية أنه تم رصد بعض الاشتباكات التي وقعت بين المتظاهرين وأفراد الشرطة قبل ايقاف المسيرة، حيث بدأ المتظاهرون في إلقاء بعض الحجارة، فيما ردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع ووضعوا حواجز سدت الطريق أمام مواصلة المسيرة تجاه احدى محطات السكة الحديد، غير أنها استؤنفت مجددًا. فيما اتسمت الاحتجاجات بالسلمية بصورة عامة اليوم.
وأشارت القناة إلى أن العديد من الأفراد يدعوا بما وصفته بـ "هدنة" خلال فترة الأعياد، غير أنه من الواضح أنه لم يتم الاستجابة لتلك الدعوات مع استمرار المسيرات والتظاهرات واقتراب حلول السنة الميلادية الجديدة، حيث إنه لا تلوح في الأفق نهاية واضحة لما تشهده البلاد من إضراب كبير يعطل الحياة في فرنسا منذ بدايته منذ 24 يومًا، ما يجعله الإضراب الأطول في تاريخ فرنسا.
وتم رصد فقدان حركة الإضرابات زخمها، حيث بلغت نسبة إضراب العاملين في المواصلات في الوقت الحالي 8 بالمائة، بينما بغلت نسبة إضراب سائقي القطارات 38 بالمائة بالمقارنة بما بلغته عند بدايتها 85 بالمائة في وقت سابق من ديسمبر الجاري .
وعلى الرغم من المحادثات التي جرت بصورة شاملة قبل أجازة عيد الميلاد حيث اجتمع كل الاتحادات واحدا تلو الآخر مع رئيس الوزراء، إدوارد فيليب، إلا أنه لم يتم الإعلان عن تصريحات جديدة بشأن هذا الصدد، ولففت القناة إلى أن السبب وراء ذلك أنه لا تزال هناك اختلافات رئيسة بين مختلف الاتحادات.
ولفتت القناة إلى أنه من المقرر الدخول في مرحلة جديدة من المفاوضات مع محادثات جديدة ربما تنعقد في السابع من شهر يناير المقبل، ومع ذلك فإن الاتحادات قد دعت بالفعل إلى تنظيم تظاهرات جديدة في جميع أنحاء البلاد بعد يومين من هذه المحادثات أي في التاسع من الشهر ذاته.