تستمر الاحتجاجات فى تشيلى رغم بداية عام 2020، وتم احراق كنيسة سان فرانسيسكو دى بورخا فى تشيلى بالقرب من بلازا إيطاليا، المكان الرئيسى لتجمع المتظاهرين، كما شهدت البلاد حالة من الاشتباكات الجديدة بين رجال الشرطة والمتظاهرين، حسبما قالت صحيفة "الاسبكتادتور" المكسيكية.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه بعد الاحتفال بالعام الجديد، تجمع الالاف من التشيليين مجددا فى الشوارع للمطالبة بإصلاح نظام الصحة والمعاشات والتعليم، وأعلنوا استمرارهم فى الاحتجاج ومواصلة القتال من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية فى البلاد.
وأوضحت بلانكا تام، ممرضة فى أحد المستشفيات "أتمنى فى بداية 2020 أن تفتح الحكومة أذنيها وأن تستمع لمطالب الشعب وتحققها، كما أطلب من الشرطة التشيلية القليل من الوعى فهم عليهم الاهتمام بالشعب وحمايته وليس العكس".
ويرى العديد من المواطنين أن التدابير التى اتخذتها حكومة سيباستيان بينيرا فى ما يسمى بالأجندة الاجتماعية ليست كافية لإرضاء المواطن الذى يعتبر أن النموذج النيوليبرالى هو أصل عدم المساواة فى بلد أمريكا الجنوبية.
وأكد المعهد الوطنى لحقوق الإنسان (NHRI)، فى آخر تقييم له، أن هناك 26 قتيلا، وما لا يقل عن 3583 مصابا فى الاحتجاجات التى بدأت 18 أكتوبر الماضى، منهم 2050 أصيبوا برصاص القوات الحكومية، بينما أصيب 359 بإصابات فى العين، وتزايد عدد المعتقلين إلى 9589 شخصا.
وقال وزير الاقتصاد التشيلى "لوكاس بالاسيوس" إن الاحتجاجات العنيفة التى تهز تشيلى منذ أكثر من شهرين تسببت فى انهيار قطاع السياحة وقطاع النقل أيضا، مما سيؤثر سلبا على اقتصاد البلاد، وبلغت الاضرار الناجمة عن تلك الاحتجاجات، مليار و220 مليون دولار، منهم 850 مليون دولار فى أضرار مادية للبنية التحتية العامة و370 مليون دولار فى البنية التحتية لمترو الأنفاق.
وأشارت شبكة "سى أن إن" على نسختها الإسبانية إلى اندلاع العديد من الحرائق وأعمال التخريب فى العاصمة التشيلية، سانتياجو، على خلفية الاحتجاجات العنيفة التى تحدث فى البلاد، وقال عمدة العاصمة، فيليبى جيفارا أن "مسرح وسينما تعرضوا لحرائق ضخمة الجمعة الماضية، كما أن أعمال التخريب والحرائق دمرت الشوارع أيضا مما يؤثر سلبا على البنية التحتية للبلاد".
وأغلق الرئيس بينيرا عام 2019 بتأييد شعبى لا يتعدى ال 11%، بينما يرفضه 80% من التشيليين، وفقا لاستطلاع للرأى أجرته شركة "كاديم" للاستشارات، المقربة من الحكومة.
وتعانى تشيلى من أزمة اجتماعية وسياسية بدأت بالفعل فى إظهار عواقبها الاقتصادية، وبدأت الاحتجاجات فى تشيلى فى 18 أكتوبر بسبب ارتفاع أسعار تذكر مترو الانفاق، ثم تظاهر المواطنون ضد إعلان حظر التجول الذى أصدرته حكومة بينيرا، فى إطار حالة الطوارئ المعلنة لأول مرة منذ نهاية الديكتاتورية العسكرية لأوجستو بينوشيه.