وثائق أميركية تكشف خيانة زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق لإيران قبل سنوات

رغم اعتبار زعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلى أحد المقربين لطهران، التى طالما أمدت ميليشياته بالسلاح والتدريب، فإن التحقيقات الأمريكية خلال فترة اعتقال الخزعلى قبل سنوات تكشف حقائق صادمة ومغايرة عن صديق إيران المقرب. وبحسب تقرير منشور على "الحرة" الأمريكية فإن "الخزعلى" الذى اعتقل فى 2007 على يد القوات الأمريكية، كشف عن تفاصيل ومعلومات هامة عن عملية تدريب الميليشيات العراقية على يد الحرس الثورى الإيرانى، وكيفية وصول الدعم لهذه الميليشيات، فضلا عن أسماء ضباط إيرانيين ومعسكر تدريب فى إيران، إضافة إلى معلومات عن علاقته بقائد فيلق القدس فى الحرس الثورى قاسم سليمانى، والقيادى بالحشد الشعبى أبو المهدى المهندس. وفى 20 مارس 2007، تم اعتقال الخزعلى على أيدى القوات متعددة الجنسيات فى العراق، لكن تم الإفراج عنه فى يناير 2010، ضمن صفقة لتبادل الأسرى. وقد اعتقل الخزعلى على "خلفية اشتباهه فى قيادة المجموعات المعادية للقوات متعددة الجنسيات فى العراق بقيادة الولايات المتحدة، وارتباطه بتهريب الأسلحة من إيران، وجرائم القتل خارج نطاق القضاء، وتورطه فى عملية اقتحام مجلس محافظة كربلاء (فى 2007)."، على حد وصف التحقيقات التى رفعت القيادة المركزية للولايات المتحدة "سينتكوم" عن سريتها فى 2018. التحقيقات التى كشفت عنها "سينتكوم"، تظهر تعاونا كبيرا من قبل الخزعلى الذى وفر معلومات خلال جلسة التحقيق الأولى، حول شكل التعاون بين الميليشيات الشيعية والحرس الثورى الإيرانى وطرق التدريب وأسماء الضباط الإيرانيين. تفاصيل الدعم الإيرانى للميليشيات وقال الخزعلى خلال التحقيقات، إن أعضاء جيش المهدى الذى يقوده السياسى ورجل الدين العراقى مقتدى الصدر وأعضاء "المجموعات الخاصة" أو ما يعرف باسم "مجموعات خامنئي"، قد تلقوا تدريبا ودعما عسكريا من مصادر إيرانية، إضافة إلى تلقى أعضاء منظمة بدر تدريبات فى إيران. والمجموعات الخاصة التى ذكرت فى التحقيقات "Special Groups" هى التسمية التى أطلقها الجيش الأميركى على المليشيات الشيعية التى تعمل داخل العراق والمدعومة من إيران، مثل كتائب حزب الله فى العراق. وأضافت التحقيقات أن "المعتقل (الخزعلى) لم يكن يعلم إذا كانت مجموعات خامنئى أو التيار الصدرى تعمل مع منظمة بدر أم لا.. وبسبب وعى الإيرانيين التام بخطوط النقل والتسهيل لمجموعات التدريب فى العراق، فإن كل الاتصالات بين الطرفين تمت فى الحد الأدنى، فيما يكون معظم التواصل بشكل شخصى". وقال الخزعلى خلال التحقيقات إنه قابل ضابطين إيرانيين من أصل خمسة تابعين للحرس الثوري، كانوا يساعدون فى تسهيل تدريب المجموعات العراقية المسلحة، وقد كشف الخزعلى للمحققين عن الأسماء التى يعمل بها هؤلاء الضباط، إضافة إلى تفاصيل عن عملية التدريب. كما كشف الخزعلى للمحققين الأميركيين عن اسم معسكر لتدريب المجموعات العراقية يدعى "معسكر الإمام خامنئي"، من أصل ثلاثة معسكرات شمال طهران. وأوضحت التحقيقات أن مشرفى التدريب فى هذه المعسكرات كلهم إيرانيون يتحدثون الفارسية، وتتم ترجمة تعليماتهم إلى العربية. وفى جلسة تحقيق أخرى، قال الخزعلى إنه "سمع منذ ستة أشهر، عن ذهاب جنود من كتائب حزب الله إلى إيران لتلقى تدريب لمساعدة المتمردين فى حرب بالعراق"، "ولم يكن (الخزعلي) متأكدا إذا كان هؤلاء قد حضروا فى إحدى معسكرات التدريب الإيرانية التى يعرفها"، كما يقول التحقيق. وفى جلسة تحقيق بتاريخ 28 مارس 2007، ذكر الخزعلى معلومات تخص قاسم سليماني، الذى قتل فى غارة أميركية الجمعة، إلا أن وزارة الدفاع الأميركية لم تكشف تفاصيل المعلومات التى أفصح عنها الخزعلي. كما كشف الخزعلى عن معلومات بخصوص نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدى المهندس، فى جلسة تحقيق بتاريخ 4 أبريل 2007، حيث قال إن المهندس يتمتع بعلاقات قوية مع إيران، بل إن ولائه لإيران، فعائلته تعيش هناك، وكان قائدا بجيش المهدى لسنوات عدة. وأوضح الخزعلى للمحققين الأميركيين طبيعة العلاقة بين المهندس ومنظمة بدر التى كان يرأسها وجيش المهدي، واصفا إياها بأنه "كلما طالت المدة وعظمت الرتبة العسكرية فى صفوف هذه المجموعات، كلما كان صعبا مغادرتها كليا". وهون الخزعلى فى التحقيقات من أن يستطيع المهندس استخدام علاقاته مع إيران أو منظمة بدر، فى الإضرار بالبرلمان (كونه نائبا برلمانيا مستقبلا)، إذ أنه على حد وصفه "شخص واحد، لا يستطيع إحداث فرق". وأوضح الخزعلى أن هناك الكثير من أمثال المهندس فى الحكومة العراقية، ممن تربطهم علاقات قوية وعميقة مع إيران. يذكر أنه بعد مقتل المهندس رفقة سليمانى فى الغارة الأميركية، تعهد الخزعلى فى فيديو مسرب من الانتقام من الأميركيين. وقال مختص فى الشأن العراقى مطلع على محتوى التحقيقات لموقع الحرة، إن الخزعلى فى هذه التحقيقات كشف للمحققين الأميركيين عن كم كبير ومهم من المعلومات بخصوص التعاون بين إيران والميليشيات المسلحة التى تعرف بالمجموعات الخاصة. وأضاف الباحث الذى تكلم على شرط السرية، أن المعلومات التى كشفها الخزعلى للأميركيين من وجهة نظر إيرانية تعتبر "خيانة"، لأن الخزعلى "قد حضر اجتماعات التيار الصدرى مع إيران فى بداية فترة مقاومة الفصائل الشيعية ضد الولايات المتحدة". وأوضح الباحث أن كثيرا ممن تكلم عنهم الخزعلى فى التحقيقات، قد تم أسرهم من قبل الولايات المتحدة، لذلك أى معلومة منحها الخزعلى للولايات المتحدة تعتبر "خرقا للميثاق الذى قطعه الخزعلى على نفسه أمام رفاقه. الخزعلى كان يوفر نافذة للأميركيين للاطلاع على معلومات يصعب الوصول إليها". وأوضح الباحث أن الخزعلى منح معلومات حول "نقاط ضعف التأثير الإيرانى فى العراق وكيفية مواجهته وقد بدأ الخزعلى فى تقديم هذه المعلومات من أول جلسة تحقيق فى 21 مارس 2007، أى بعد اعتقاله بيوم". ويظهر من التحقيقات أنه رغم رفض الخزعلى الإفصاح عن معلومات بشأن أصدقائه أو زملائه، إلا أنه لم يمتنع عن إبداء معلومات بخصوص كل من مقتدى الصدر، وعباس الكوفي، والإيرانيين الذين يعملون مع الميليشيات العراقية. وقال نص التحقيقات "رغم قبول المعتقل (الخزعلي) للدعم الإيراني، فإنه الآن يرفض الإيرانيين بشكل صارخ. إن المعتقل ضد مقتدى الصدر بشكل كلي. المعتقل له عدوان: هما إيران ومقتدى الصدر". وأضافت التحقيقات أن "المعتقل (الخزعلي) سيستخدم مكانته ونفوذه لمعارضة الإيرانيين، وقال إنه سوف يستخدم المجموعات الخاصة لمناهضة النشاطات الإيرانية". "المعتقل قال إنه سيستفيد من المجموعات الخاصة لمواجهة النشاطات الإيرانية، وسيمنع إيران من استغلال المجموعات من أجل تحقيق مصالحها وأهدافها، وأبدى المعتقل (الخزعلي) أمله فى العمل مع الأميركيين من أجل مواجهة النفوذ الإيراني"، وفقا لما ورد فى نص التحقيقات التى تم إجراؤها فى 5 مايو عام 2007.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;