فى مثل هذا اليوم 16 يناير 1979، وقبل 41 عاما، غادر شاه إيران محمد رضا بهلوى بلاده دامع العينين بغير رجعة تاركا وراءه التاج والعرش، على متن طائرته بوينج 707 إثر تظاهرات ضده فى العاصمة طهران واضطرابات شعبية هائلة جراء سياسة منع الحجاب والاضطهاد والظلم.
وأثارت آنذاك سياسات الشاه استياء رجال الدين، فقد قام بحملة لعصرنة البلاد فى عام 1963، أطلق عليها "الثورة البيضاء" وكانت بمثابة برنامج لإصلاح نظام توزيع الأراضي، ولتحديث الاقتصاد وتطوير المجتمع. وفي أواخر سنوات الستينيات اعتمد الشاه أكثر فأكثر على الشرطة السرية "السافاك" لمراقبة الحركات المعارضة لسياساته.
وإثر هذه السياسيات، اندلعت أعمال شغب وحركات إضراب واحتجاج وفرضت الأحكام العرفية، واجبرت الاضطرابات الشعبية الهائلة الشاه وأسرته فى يناير 1979 على مغادرة البلاد، ففى الساعات الأخيرة من حكمه، كانت تموج طهران ومدن إيرانية باحتجاجات كبري، وأمسك رئيس الوزراء شاهبور بختيار بمصير البلاد ومنحه البرلمان الثقة لحكومته، فى تلك الأثناء كان يصعد الشاه طائرته التى تقله للمرة الأخيرة عن بلاده، والتى قيل أنه كان يقودها بنفسه، وقال "أنا متعب جدا"، وقبل أن تحط فى أسوان زار الولايات المتحدة بعد توقف قصير فى بلد أوروبى.
وبرحيل الشاه عن إيران انتهت بذلك حقبة ملكية استمرت 2500 عام فى إيران، كما كان هو آخر ملوك سلالة بهلوى التى استمر تحكم البلاد نحو 53 عاما، ليبدأ رحلة جديدة فى المنفى تنتهي بهبوط طائرته فى أسوان واستضافه الرئيس أنور السادات الذى كان على علاقة جيده مع الشاه منذ نهاية الستينيات، وتوفى فى 27 يوليو 1980، ومهدت رحيله الطريق أمام قيام الجمهورية التى حكمها رجال الدين فيما بعد.
وفى طهران عندما أعلنت الإذاعة رحيل الشاه، كان المشهد مختلفا حيث هتف متظاهرون اجتاحوا على الفور شوارع العاصمة وسط تعالى أصوات أبواق السيارات تعبيرا عن الفرح "رحل الشاه، عاش الخمينى".حيث مهد رحيله الطريق لعودة روح الله الخمينى مؤسس الجمهورية فى 1 فبراير 1979، من منفاه الذى عاد إلى بلاده على متن طائرة فرنسية من طراز بوينج 747.
