ينتظر الشعب الإيرانى، اليوم الجمعة، حدث لا يتكرر كثيرًا بعد سلسلة من الأزمات التى تعرضت لها طهران خلال الأسابيع الماضية، حيث من المقرر أن يؤم المرشد الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى، صلاة الجمعة، اليوم، فى طهران، وذلك لأول مرة منذ ثمانى سنوات، ويأتى ذلك فى وقت تواجه إيران العديد من الضغوط، بعد مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الجنرال قاسم سليمانى، فى غارة جوية أمريكية فى 3 يناير الجارى، تلاها إسقاط الحرس الثورى الإيرانى طائرة أوكرانية بصاروخ قصير المدى، مما أسفر عن مقتل 176 على متنها.
وقبل ساعات من خطبته المنتظرة، نشر خامنئى، صورة عبر صفحته الشخصية على إنستجرام، تظهر فيها يده وهو يضع المصحف الشريف فى جلبابه، وعلق عليها: "صدق القرآن.. صدقوا القرآن واعتبروا أن وعد القرآن هو وعد الصدق والحقيقة.. لا يوجد شىء أكثر وضوحًا من هذا.. وبالتأكيد الله يكون فى عون أى شخص يدعم الدين والمذهب".
وتعتبر صلاة الجمعة فى طهران المنبر التقليدى لنشر رسالة النظام للأتباع والإعلام والبيروقراطية الحكومية، وتتم عملية إعداد الخطب فى جميع المدن الإيرانية من قبل مكتب مركزى تحت إشراف خامنئى، يدعى "مجلس التنسيق لأئمة الجمعة"، وذلك وفقًا لتقرير نشرته العربية.
وكانت المرة الأخيرة التى ألقى فيها خامنئى خطبة فى صلاة الجمعة فى عام 2012، وذلك رداً على بيان الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى قال إن جميع الخيارات مطروحة بشأن البرنامج النووى الإيراني، ورد خامنئى فى ذلك الوقت بأن "التهديد بالحرب سيكون مكلفًا بالنسبة لأميركا، وستكون تكلفتها عشرة أضعاف".
ولم توضح وسائل الإعلام الرسمية فى إيران الأسباب التى دفعت خامنئى لإمامة صلاة الجمعة هذا الأسبوع، ولم يذكروا موضوع الخطبة، لكن فى المقابل يواجه النظام الإيرانى احتجاجات يومية من قبل الطلاب والمواطنين الغاضبين بشكل متزايد من الطريقة التى تدار بها البلاد وهم يهتفون بشعارات تطالب بتنحى المرشد والحرس والاستفتاء على نوع النظام.
فيما أشار تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، إلى أنه من المتوقع أن يخاطب اليوم خامنئى الشارع الإيرانى وأن يوجه رسائل تهديد داخلية للمحتجين الذين رددوا شعارات منددة بالنظام وطالبوا بإنهاء حكم ولاية الفقيه والحرس الثورى، كما سيحاول توجيه رسائل عابرة للحدود، هدفها الأول حفظ ماء الوجه فى مناطق النفوذ والرد على الخطوة الأوروبية فى الاتفاق النووى، إضافة إلى تكريس تهديدات فى سياق ما يسميه الحرس الثورى بأنها العملية الكبيرة لطرد الولايات المتحدة من المنطقة.