الفاو توضح كيف تساعد ابتكارات مجال الأغذية والزراعة فى تخفيض عدد الجياع

أكدت منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، على أهمية الابتكار من أجل مستقبلنا فى مجال الأغذية والزراعة، لافتة إلى كيفية مساعدة هذه الابتكارات فى تخفيض عدد الجياع إلى صفر، وقالت المنظمة: "فى السلفادور، تستخدم مجموعة من المزارعين دفيئات خشبية منخفضة التكلفة، كحلّ لقلّة الأراضى والمياه. هناك، يزرع المزارعون الطماطم والفلفل والخيار عمودياً لاستغلال المساحة المتاحة بكفاءة والسماح بمحصول على مدار السنة". وأضافت الفاو، فى تقرير حديث، "المزارعون ليسوا منتجين للغذاء فقط، وإنما هم أيضا حماة مواردنا الطبيعية: التربة والمياه والتنوع البيولوجى والبذور، كما أنهم مبتكرون، فمنذ بداية الزراعة، اضطر المزارعون إلى التغيير والتكيف وابتكار طرق جديدة للعمل فى الأرض، والتعامل مع التضاريس الصعبة، وتحمل الظروف المناخية المتطرفة والظواهر الجوية، إذ إن بقاءهم ومصادر رزقهم تعتمد على ذلك، فوجدوا طرقًا لإنجاحه". وتابع "تشكل المزارع الأسرية 90% من مزارع العالم، وتنتج أكثر من 80% من أغذية العالم، كما أنها تدير حوالى 75% من الأراضى الزراعية فى جميع أنحاء العالم، ومع ذلك، غالبًا ما يكون المزارعون الأسريون فقراء وغير آمنين أنفسهم على أغذيتهم، وإن الاعتراف بالابتكارات الناجحة التى استخدمها المزارعون بالفعل ومساعدتهم فى نشرها على المزارعين الآخرين أمر حيوى لمستقبلنا من الغذاء والزراعة، ونحن بحاجة إلى زيادة الابتكارات فى مجال الزراعة لتكون قادرة على إطعام عدد متزايد من سكان المناطق الحضرية". وأشارت إلى أن "الابتكار ليس مجرد أفكار جيدة، وإنما هو أكثر بكثير من التكنولوجيا، وبعبارة أبسط، فإن الابتكار هو العملية التى يتم بموجبها جلب الأفراد أو المؤسسات لمنتجات أو عمليات أو طرق جديدة أو موجودة لاستخدامها أول مرة، ويتجاوز الابتكار فى الزراعة جميع أبعاد دورة الإنتاج على امتداد سلسلة القيمة بأكملها - من المحاصيل، والغابات، ومصايد الأسماك أو الإنتاج الحيوانى إلى إدارة مقوّمات الزراعة ومواردها للوصول إلى الأسواق"، وفيما يلى 5 أمثلة على كيفية تغيير الابتكار فى مجال الزراعة فى العالم: 1- فى الجمهورية الدومينيكية، تم تطبيق تقنية الحشرة العقيمة للقضاء على ذبابة فاكهة البحر الأبيض المتوسط، ففى عام 2015، أجبر اندلاع هذه الآفة البلاد على فرض حظر فورى على صادراتها من الفواكه والخضروات، مما ألحق أضرارا شديدة بأهم مصدر للدخل فى البلد، وتعدّ تقنية الحشرة العقيمة تقنية مبتكرة يتم فيها تعقيم ذكر الحشرات فى المختبرات، وعند إطلاق سراحها فى البرية تتزاوج مع الأنثى ولا تلد، ومع مرور الوقت، يؤدى ذلك إلى انخفاض عدد الحشرات بشكل كبير. وبحلول عام 2017، تم القضاء رسميا على أعداد ذبابة فاكهة البحر الأبيض المتوسط ​​فى البلد، وتعد تقنية الحشرة العقيمة من أكثر طرق التحكم الملائمة للبيئة، حيث أنها لا تتطلب استخدام المواد الكيميائية على الموطن الأصلى للحشرة. 2- وفى تنزانيا، حيث يواجه العديد من سكان الريف صعوبة فى الحصول على دخل مستدام، يجد المزارعون استخدامات جديدة لشجرة ألانبلاكيا الأصلية، لأن زيت بذورها غنى بالمغذيات، وباستخدام هذا الزيت، طور المزارعون منتجات جديدة، مثل كريمات البشرة والمستحضرات، التى تعدّ مربحة فى السوق وقد نالت الاهتمام الدولي. وتساهم سلاسل الإمداد الناشئة فى البلد فى التخفيف من حدة الفقر والحفاظ على التنوع البيولوجى، مما يمنح المزارعين المحليين فرصة زيادة دخلهم من خلال الوصول إلى الأسواق الدولية. 3- فى الهند، نفذت سلطات تيلاناجاناستات خطة تأمين جديدة تسمى هيثو باندهو، وبرنامج يمنح مزارعى هذه الولاية الدولة 4 آلاف روبية (55 دولاراً أمريكياً) لكل فدان فى كل موسم، لدعم الاستثمارات الزراعية وشراء مقومات الزراعة. ويُشرف موظفو هيثو باندهوعلى توزيع الأموال، وجمع البيانات عن استخدامات ونتائج المنَح، وإقامة علاقة وثيقة مع المزارعين لضمان نجاح التخطيط للمحاصيل، ويتيح هذا النظام للمزارعين الخروج من الديون والفقر وإنشاء مبادرات زراعية مستدامة ومُربحة. 4- على الصعيد العالمى، يُستخدم التطبيق تطبيق إيلوكوست (eLocust3) لرصد أحد أخطر أنواع الآفات المهاجرة فى العالم، وهب الجراد الصحراوى، وللكشف السريع عنه، ويجمع هذا التطبيق بين أحدث التطورات فى مجال المعلومات والاتصالات وتقنيات الأقمار الصناعية فى نظام موحد للرصد والإنذار المبكر، وقد ساهم بشكل كبير فى انخفاض مدة ضربات الجراد الصحراوى المدمرة فى أفريقيا وآسيا، وشدتها وتواترها. 5- ومن الأمثلة الأخرى منصة الذكاء الاصطناعي، للتنبؤ يشأن الصناعة، (Agripredict)، التى طوّرتها شركة فى زامبيا، والتى فازت أيضا فى مسابقة الحاسوبيين لمكافحة الجوع لسنة 2018 فى رواندا، وهى تستخدم صورة بسيطة من الهاتف لاكتشاف وجود الآفات أو الأمراض، ويمكن بها أيضاً التنبؤ باحتمال حدوث غزوات بسبب الآفات، مثل دود الحشد، وتوقع إمكانية حدوث أنماط أحوال الطقس المناوئة مثل الجفاف والفيضانات والجبهات الباردة. الابتكار من أجل عالمٍ خالٍ من الجوع ولفت التقرير إلى أنه "كل عام تتزايد مطالبنا على مواردنا الطبيعية، ويتزايد عدد الجياع ويزداد عدد سكان العالم، وفى هذا السياق، يعد الابتكار فى الزراعة أمرًا بالغ الأهمية لمساعدة الزراعة الأسرية على استخدام الموارد بطرق أفضل وأكثر فعالية". وأوضح أن منظمة الأغذية والزراعة تستضيف ندوة دولية عن الابتكار الزراعى للمزارعين الأسريين، تحفّز على اتخاذ إجراءات جماعية وتزيد من فهم ما هو مطلوب لدعم الابتكار، وستساعد الندوة أصحاب المصلحة وصانعى القرار على صياغة الشراكات، وتبادل المعرفة والسعى إلى تحقيق أفضل الفرص من أجل توسيع نطاق الابتكارات الزراعية. واختتم التقرير: "نحن بحاجة إلى العمل بشكل جماعى لإزالة القيود (التكنولوجية أو الاجتماعية أو التنظيمية أو السياسية أو غير ذلك) التى تخنق قدرة المزارعين الأسريين على الابتكار، وفى الوقت نفسه أيضًا التشجيع على تبادل الممارسات والمنتجات والأدوات الزراعية الجيدة. والابتكار هو أحد أفضل الأدوات الموجودة لدينا لخلق عالم خالٍ من الجوع".










الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;