حذرت موسكو طهران من اتخاذ أي خطوات متسرعة نحو الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف - حسبما نقلت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية اليوم ، الإثنين ، إن "روسيا دعت إيران إلى مراعاة التزاماتها في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مؤكدا أن طهران تعرف جيدا الموقف الروسي تجاه ذلك.
وشدد ريابكوف على ضرورة أن تتوخى إيران، وكل الأطراف الأخرى في خطة العمل الشاملة المشتركة للبرنامج النووي الإيراني، الحذر والاتزان، مضيفا أن" نقل الموضوع إلى مجلس الأمن الدولي لن يساعد في حل المشكلة".
وأشار إلى أن بعض المتحمسين في أوروبا لا يتصورون تماما مدى العواقب المدمرة للنقل الجديد المحتمل للملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن.
وقالت إيران اليوم الاثنين إنها قد تنسحب من معاهدة منع الانتشار النووي إذا أحالت الدول الأوروبية الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وظلت المعاهدة المبرمة في عام 1968 أساس الحد من انتشار الأسلحة النووية في أنحاء العالم منذ الحرب الباردة، ويشمل ذلك الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية في عام 2015 والذي ينص على السماح لها بالوصول إلى شبكة التجارة العالمية في مقابل قيود على برنامجها النووي.
وأعلنت بريطانيا وفرنسا وألمانيا في الأسبوع الماضي أن إيران تنتهك اتفاق 2015، وفعَلت البلدان الثلاثة آلية لتسوية النزاعات قد تسفر في نهاية الأمر عن إحالة القضية إلى مجلس الأمن وإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الرسمية للأنباء عن محمد جواد ظريف وزير الخارجية قوله "إذا واصل الأوروبيون سلوكهم غير اللائق أو أحالوا ملف إيران إلى مجلس الأمن، فسوف ننسحب من معاهدة منع الانتشار النووي".
وتكتنف الضبابية مصير الاتفاق النووي المبرم في 2015 منذ أن سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بلده منه في العام الماضي وأعاد فرض عقوبات على طهران. وردت إيران على ذلك بتقليص التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق على الرغم من إعلانها أنها ترغب في الحفاظ عليه.
وكان الخلاف بشأن البرنامج النووي الإيراني محور تصعيد بين طهران وواشنطن تحول إلى ضربات عسكرية متبادلة في الأسابيع القليلة الماضية.
وفي خضم هذا التصعيد تعرضت طهران لضغوط متزايدة من الدول الأوروبية التي تقول إنها تريد إنقاذ اتفاق 2015 النووي. وأشارت هذه الدول إلى استعدادها لدعم دعوة ترامب إلى إبرام اتفاق أشمل مع إيران.
وقال عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية "على الرغم من النوايا غير الطيبة التي نراها من بعض الدول الأوروبية فإن باب المفاوضات معها لم يُغلق، والكرة في ملعب هذه الدول".
لكنه قال أيضا خلال مؤتمر صحفي "لا أعتقد أن إيران مستعدة للتفاوض في ظل الشروط التي في أذهانهم".