رغم مرور نحو أسبوعين على حادث اسقاط الطائرة الأوكرانية المنكوبة بوينج 737 جنوب غرب العاصمة طهران، بواسطة دفاعات الحرس الثورى الإيرانى عن طريق الخطأ بعد إقلاعها بدقائق من مطار الإمام الخمينى الدولى، ومصرع جمیع رکابها البالغ عددهم 176 شخصا، ما يزال مشهد الجثث والدماء المتناثرة على الأرض يلاحق سكان المنطقة الذين روا كشهود عيان فى إيران عن أهوال ليلة الحادث وأجزاء الجثث المحترقة لمئات الكيلومترات بجوار منازلهم.
وأجرت صحيفة شرق الايرانية تحقيق ميدانى مع سكان المنطقة التى شهدت الحادث، ويروى أهلها: "استيقظنا خائفين ظننا صاروخ واشتعال الحرب ومنذ أيام ننام على كوابيس الدماء والجثث". وقال أحد سكان المنطقة للصحيفة الإيرانية، منذ ذلك اليوم وحتى هذه اللحظة لا يبتعد منظر الجثث من أمام ناظرينا وتلاحقنا الكوابيس.
ويروى آخر:"عبرت الطائرة فوق منزلنا ووقعت فى حقل في خلج آباد في منطقة شهريار، استيقظت من النوم على صوت ارتطامها وهزة أرضية وصوت تحطم الزجاج، ثم بعدها حدث صوت انفجار مهيب، ظننت أنها الحرب".
وتابع :"كان الجو مظلم، وفجأة أنير المكان كله بضوء مثل ضوء النهار الأحمر حمرة النيران كان مدهش جدا، وذهبنا بعد خمس دقائق لموقع الارتطام ظننا بامكاننا إنقاذ شخصا ما، لكن مات جميعهم، وكانت الجثث والدماء متناثرة فى كل مكان، ورائحة الدخان والحريق، وعندها فهمنا أننا نسير على أرض مخضبة بدماء وأشلاء وقلوب بشرية".
وعرض أحد السكان مقطع فيديو للصحفى الإيرانى الذى يجرى التحقيق، قائلا : "انظر هذه المناظر الفظيعة للأجساد الممزقة والدماء على الأرض التى تتشابك بها الحشائش على الأرض، كانت جثث النساء والأطفال ووسائلهم تحترق ويصاعد منها الدخان".
وبحسب الصحيفة تلاحقهم كوابيس الجثث والدماء أهل المنطقة فى نومهم، وقال أحدهم :"هذه الجثث جعلتنى أراى الكوابيس فى منامى ولا أنام فى غرفة نومى خوفا من الأحلام المرعبة التى تلاحقنى"، وآخر ابنه توقفت عن أكل اللحوم بعد أن شاهد أجزاء بشرية تسقط من السماء على الأرض.
وقال رجل آخر: "ذهبت مكان سقوط الطائرة، ورأيت قطعة من رأس بشرى وشعر، كان مرعبا، لم اسطع النوم لأيام".